دشن المجلس القومي للطفولة والأمومة، مع بداية شهر سبتمبر، واقتراب العام الدراسي، حملة لمناهضة التنمر ولاسيما بين الأطفال في المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسف وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، تحت عنوان #أنا_ضد_التنمر.
تهدف الحملة إلى الحد من تلك الظاهرة، نظرا لآثارها المدمرة على الأطفال، حيث يؤدي التنمر إلى فقدان الثقة بالنفس والخوف من مواجهة المجتمع والاكتئاب والانطواء والقلق، كما يؤدي ايضاً إلى حدوث حالات انتحار في بعض الأحيان، وتقوم الحملة في الأساس على توعية الأطفال أنفسهم بخطورة التنمر وكذلك مقدمي الرعاية.
وتقول الدكتورة عزة العشماوي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن «ظاهرة التنمر أحد أشكال السلوك العداوني الذي يتسبب من خلاله شخص ما في إيذاء شخص آخر أو إزعاجه، كما أنه ليس ظاهرة جديدة على المجتمع ولكن الوعي به وبأضراره زاد مؤخراً ويمكن لأي شخص أن يقع فريسة للتنمر، ولكن يمكننا جميعاً أن نتصدى له».
https://www.facebook.com/NCCMEgypt/posts/1027525250753588
تضمنت الحملة نشر منشورات تعريفية على وسائل التواصل الاجتماعي، تخللها بعض الفيديوهات التوضيحية، وشارك فيها العديد من الفنانيين المشهورين أبرزهم الفنان الكوميدي أحمد حلمي والذي تعرض لواقعة تنمر في صغره.
https://www.facebook.com/NCCMEgypt/videos/2053633991520994/
في فرق كبير بين الدفاع عن النفس ورد الضربات. لازم تعلم طفلك إنه يدافع ويحمي نفسه لكن فهمه إن استخدامه للقوى البدنية يكون بس علشان يوقف الأذى اللي بيحصله، وإنه لازم يروح يطلب مساعدة ويحكي لحد كبير عن الموقف.#أنا_ضد_التنمر pic.twitter.com/Br4LtK62Zy
— يونيسف مصر (@UNICEF_Egypt) September 2, 2018
وقامت الحملة بتقديم خدمة المشورة التليفونية مجاناً من خلال خط نجدة الطفل 16000، وذلك من خلال استشاريين متخصيين في تلك الحالات، كما يوجد أيضاً غرفة للمشورة النفسية الصديقة للطفل بمقر المجلس القومي للطفولة والأمومة، والتي تستقبل الحالات والتي تقدم لهم الدعم النفسي، وقد تلقى الخط بالفعل شكاوى عديدة لحالات تنمر أدت إلى آثار سلبية على الأطفال وكان أبرزها:
– القصة الأولى هي حالة الطفلة (ز) 7 سنوات
(ز) هي طفلة كانت في الصف الأول الابتدائي العام الماضي تبدو عليها علامات الانطواء نتيجة للتنمر المستمر من زملائها في المدرسة، تبدأ قصة (ز) منذ ولادتها حيث انها ولدت بمشاكل صحية أثرت عليها فيما بعد، حيث أصبحت تعاني من السمنة المفرطة كما أنها لديها إعاقة بسيطة في الحركة، ولكنها مع ذلك لم تسلم من الأذى فطالما يتم معايرتها بأن شكلها غير لائق وهناك رفض دائم من الزملاء بإشراكها في أي لعبة لوجود إعاقة في الحركة.
طلبت (ز) في البداية نقلها من الفصل ولكن لم تتمكن الأسرة من فعل ذلك، والذي ترتب عليه دخولها في حالة نفسية سيئة ورفض تام للذهاب إلى المدرسة كما تأخرت حالتها الصحية نتيجة لحالتها النفسية السيئة وتوترها الدائم لفقدها الأمان النفسي والعاطفي.
لو ابنك قال لك: "ماما فيه واحد من زمايلي بيضربني في المدرسة..“
اختاري هتقوليله إيه أو قولولينا لو هتقولي حاجة تانية. #أنا_ضد_التنمر pic.twitter.com/CgN60DqSvW— يونيسف مصر (@UNICEF_Egypt) August 28, 2018
– القصة التانية هي قصة (م ) والذي يبلغ من العمر 13 عام
تبدأ قصة (م) أيضاً منذ ولادته حيث ولد بعيب خلقي في العين أجرى بسببه عدة عمليات جراحية، ولكن أخبر الأطباء الأسرة بأنه لا يوجد أمل في تحسن الحالة وبأنه سيظل بهذا الشكل، في بداية الأمر لم يشعر (م) بأنه مختلف أو شيئاً ما يعيبه، ولكن الناس لم تتركه يشبع بذلك السلام النفسي الذي بداخله، فسرعان ما تعرض للتنمر من زملائه في المدرسة بسبب شكل عينه والتي تأثرت بالتدخلات الجراحية.
كان (م) من المتفوقين دائماً في صفوفهم الدراسية ولكن ذلك لم يستمر كثيراً حيث فقد ثقته بنفسه وتملك منه الشعور بالضعف والعجز والشعور السيء تجاه الذات وفقد التركيز وتراجع مستواه الدراسي.
وانضم العديد من الفنانين المشهورين لحملة التعريف بأضرار التنمر، كداعمين لها، مثل الفنانة يسرا، والمخرج عمرو سلامة، والفنان آسر ياسين.
https://www.facebook.com/NCCMEgypt/videos/552359725195901/
ويؤكد المجلس القومي للطفولة والأمومة، على أن التنمر سلوك سيء يؤدي إلى فقدان أهم شعور، وهو الأمان الاجتماعي، وينتج عنه طفل كاره للمجتمع وللبيئة المحيطة، يممكن ان يؤدي أيضاً للانتحار، وييحث المجلس الآباء والأمهات والمدرسين على مكافحة تلك الظاهرة. ويتيح طلب المشورة والمساعدة عبر الاتصال على خط نجدة الطفل 16000 مجاناً من أي خط أرضي.
دنيا علي