التاريخ يكرم صانعي السلام ومصر أنقذت العالم . كانت تلك كلمات البابا فرانسيس بابا الفاتيكان خلال القداس الإلهي الذي أقيم بإستاد الدفاع الجوي بمناسبة زيارته لمصر في ظل توقيت تشهد فيه البلاد تحديات حقيقية وخطيرة تهدد الوطن بل وإستقرار المنطقة بأكملها نتيجة المفاهيم المغلوطة والتشويه المتعمد للدين الإسلامي الذي يرفع لواءه الجماعات المتطرفة و التنظيمات الإرهابية التي صدرت الإرهاب للعالم أجمع بإسم الإسلام بل وفي ظل صراع ديني طائفي يجتاح المنطقة ويبدأ فتيله في الإشتعال سواء سني – شيعي أو أرثوذكي – كاثوليكي أو مسيحي – إسلامي ، علاوة علي ما يعانيه الإقتصاد المصري نتيجة الصورة الخاطئة بالخارج التي يصدرها البعض و إرتفاع وتيرة العمليات الإرهابية وإستهداف الكنائس مما أدي لإنهيار قطاع السياحة وعزوف الدول والشركات عن ضخ إستثمارات بالسوق المصري والسياح عن زيارة مصر وهو الوضع الذي يضع زيارة البابا فرانسيس لمصر في مرتبة بالغة الأهمية ليس فقط لنا كمصريين وللمنطقة ولكن للعالم بأسره ويجعلها ذات طبيعة مغايرة تماما لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني السابقة لمصر في عام 2000 ، ولعل الأفاق التي نراها نتائج مباشرة وغير مباشرة لتلك الزيارة يأتي في مقدمتها رسالة للعالم حول السلام وهو الأمر الذي يعتبر المجتمع الدولي في أشد الحاجة إليه في ظل الأوضاع الدولية الراهنة وكذلك وفي مقابلة البابا لشيخ الأزهر تبرئة كنسية مسيحية رسمية أمام العالم للإسلام بما يمثله الأزهر بإعتباره المؤسسة الإسلامية الرسمية الأولي في العالم وما له من تاريخ من كافة الدماء التي أراقاها الإرهاب زورا وبهتانآ وبطلانآ بإسم الإسلام كما تعتبر دعوة جادة وحقيقية للحوار بين الأديان و الإنفتاح وتقبل الأخر والتعرف علي صحيح الدين الإسلامي ولكن من مصادره الشرعية الرسمية وليس المتطرفين فكريا . كما تجدر الإشارة وفي ذات السياق أن زيارة البابا تحمل في طياتها إعتراف ضمني من بابا الفاتيكان بجهود مصر في مكافحة الإرهاب و تأمين الكنائس ورسالة للعالم المسيحي أن مصر دولة أمنة أنقذت العالم من شر الإرهاب و تصدت لتدفع فاتورتة و هي الرسالة التي تتبعتها الصحف العالمية وما لذلك من أثر أكيد علي تعديل الدول لقرارتها بحظر السفر إلي مصر و تدفق حركة السياحة والإستثمار الأجنبي مرة أخري وهو الأمر الذي يستلزم أن تستغل الحكومة المصرية زيارة البابا ورسالاته المتعددة والتي يأتي من ضمنها أيضا تأكيد هزيمة الإرهاب ليس فقط علي المستوي الأمني ولكن علي المستوي الفكري وهو تأجيج وإيقاظ الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر والعالم عبر إستهداف الكنائس وكذلك جاءت زيارة البابا لتؤكد توحيد العالم المسيحي عبر إبرام ميثاق تاريخي بينه وبين البابا تواضرس بابا الكنيسة المرقسية والأقباط الأرثوذكس والأسكندرية ليعبر عن وحدة الكلمة والصف المسيحي . والحق أقول أن رسائل ومعاني السلام التي أرسلها بابا الفاتيكان للعالم من مصر جاءت بمثابة إنذار مدوي للجميع بإنحراف المجتمع الدولي ومصالحه للتطرف والعدوان وهي الرسائل التي تأتي في توقيت تعتبر الإنسانية والبشرية جمعاء في حاجة إليه .
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استرجاع كلمة المرور .
لقد تم ارسال كلمة المرور الى بريدك الالكتروني المسجل لدينا.
المقالة السابقة
المقالة التالية
عصام عيد يكتب : تحليل مباراه ريال مدريد vs فالنسيا في الليغا .
تعليق
اترك تعليق
الغاء الرديجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
كلام جميل وزيارة فى وقت مهم ونتمنى ان يعم السلام على العالم
كلام جميل ومهم والزيارة كانت فى وقت حرج واتت بثمارها