#قصة_قصيرة
#لقاء_الصمت_والدموع
كانا يسيران في نفس الشارع الذي التقيا فيه أول مرة..
يوم أن توحدت تلك القلوب على شيء واحد وهو ذلك الحب الكبير الذي غمر قلبيهما الصغيرين يوما ما..
يوم أن كانت الكلمة لتلك الأرواح العاشقة..
فالتقيا من جديد ..
بقلوب لا تدري هي ، هل مازالت كما كانت أم أن الفراق قد غير بعض أو كل ما فيها؟!
رفعت عينيها نظرت إليه.. رأته.. عرفته..
هو هو.. ذاك الوجه الذي لم يفارق مخيلتها ولا عيناها في صحوها ونومها.. في حزنها وفرحها.. الذي صاحبها في كل حياتها..
هو أيضا رآها.. عرفها.. نظر في عينيها فما استطاع إلا أن يخفض عينيه سريعا حتى لا تفضحانه.. ثم صمت كعادته ذلك الصمت المميت الذي جعله يخسرها يوما..
نظرت إليه.. عاتبته بعينيها..
سألته لما تركها إن كان يوما ما أحبها كما كان دائما يقول؟!
لماذا استغنى عنها؟!.. وباع هواها بتلك السهولة؟!
كيف استطاع التخلي عنها.. وتركها وهي بحاجة إليه؟!
ثم سألته ذاك السؤال المرير الذي بات يقض مضجعها..
هل أحببتني بالفعل.. أم كنت تتلاعب بمشاعر تلك الفتاة التي أحبتك إلى درجة الجنون؟؟؟
لقد قلت لي ذات مرة ونحن نتشاجر: أنتِ فتاة خام واقعة في غرامي وكان سهلا علي أن أتلاعب بكِ كما أشاء.. هل كنت حقا تتلاعب بي..هل لم أكن يوما تلك الملكة المتوجة على عرش قلبك كما كنت تقول؟؟
هل خاطبت غيري بكلمات العشق تلك التي كنت تخاطبني بها دائما؟!
أجيبني .. لقد صار ذلك السؤال يقتلني.. هل كنت تخدعني طوال الوقت؟!
أنا لا أصدق!! لم أعد أصدق شيئا..
وكأنه لم يعد يعنيها الفراق بقدر ما يعنيها أن تعرف هل كان حبهما صادقا أم كان كذبة كبيرة عاشت فيها وكأنها عانت كل هذه المعاناة من أجل لا شيء.. من أجل سراب..
هي كانت صادقة في محبتها.. بل لم تكن تعرف غير الصدق في هواها..
لكنها لم تعد تدري هل كان هو الآخر صادقا؟؟؟
كان يقرأ كل كلمة تلتها عيناها ولكنه لم يجب بل ظل صامتا يتمادى في قتلها بصمته..
ما زال يجرحها بل يطعنها تلك الطعنات المتتالية بذلك الصمت..
أما هي فقد أخذت نفسا عميقا وحاولت أن تبدو متماسكة.. أن تريه أنها لم تعد له عاشقة.. أنها نسيته.. أنه لم يعد يمثل لها شيئا..أنها كفرت بالحب وأهله..
نظرت إليه ثانية وبكل كبرياء الأنثى خاطبته مرة ثانية:
انظر إلي.. أنا مازلت حيّة لم أمت بعد..
لقد استطعت الابتعاد.. واستطعت النسيان.. واستطعت التغلب على وحدتي..
لم أعد أريدك.. لم أعد أراقبك أو أقتفي آثارك..
لم أعد أناجيك في صحوي ونومي..
لم أعد أنظر إلى صورك ورسائلك وأتلمسها بيدي وأبللها بدمعي..
لم أعد أبكي عليك.. لم أعد أنادي عليك.. لم أعد بحاجة إليك..
لقد فطمتني عن هواك بيديك.. وقتلت قلبا لن تجد في البشر أحدا أحبك مثله أبدا..
وبينما ظلت عيناها تردد تلك الكلمات بهيستيريا آلام الجرح..
كانت الدموع تنساب منهما بغزارة..
فأشاحت عنه بوجهها، حتى تخفيها عنه..
فقد كانت تعلم أن تلك الدمعات جاءت لتعلن كذب كل كلمة قالتها ..
لقد قرأ كل كلمة أرسلتها عيناها ولكنه حبس في صدره كل الإجابات.. كل شيء كان يتردد داخله، ثم مضى في طريقه صامتا..
أما هي.. فقد مضت أيضا في طريقها، وهي تلعن تلك الدموع التي فضحتها..
ولكنها مضت وهي.. ماتزال باكية.
#داليا_شرارة