انتهت الاجازة و مرت ايامها ، و بدأ عام دراسي سعيد مبارك خفيف علينا كلنا أهالي و طلبة و مدرسين و مديرين و كل من له علاقة من قريب أو بعيد بالعملية التعليمية اللي بقيت حقيقي مرهقة لنا نفسيا و ذهنيا بالإضافة طبعا للارهاق المادي و المعنوي
بدأ العام الدراسى و بالمناسبة دي حابه أتكلم عن جزئية مهمة جدا معظمنا مش بياخد باله منها ، جزئية متعلقة بالتعليم و التعلم و بتأثر بشكل كبير في حياة أولادنا و بناتنا
– يارب يا حبيبي تكبر و اشوفك مهندس..
– يارب يا قلبي اشوفك دكتورة اد الدنيا…
دكتور… مهندس… صيدلي… محامي…. مدرس… الخ.. الخ…
ثواني كده
انا وانتَ وانتِ بالتأكيد بنحب أولادنا و عايزين نشوفهم أحسن حاجه في الدنيا ، و عايزينهم احسن مننا كمان
بس لحظة من فضلكم… مش من حقنا نملي عليهم رغباتنا و أحلامنا و آمانينا اللي فشلنا في تحقيقها ، أو حتى اللي حققناها و عايزينهم يمشوا على خُطانا و يكملوا المشوار
ابنك / بنتك كيان مستقل بذاته ، كائن تاني مستقل عنك ، مش من حقك ولا من حقي اننا نحدد له او حتى نوجه للطريق اللي عايزينه يمشي فيه. ده ضغط نفسي ممكن يبدأ بكلمة ، مجرد كلمة ، حلم للأب أو للأم لكن مجرد الحلم ده بيفرض على الطفل هوية معينة و بيوجه بوصلة تفكيره لاتجاه معين ممكن هو نفسه مايكونش في قرارة نفسه عايزه او جاهز له او يتوافق مع امكانياته و مهاراته
ده أذى نفسي كبير ممكن من غير قصدنا يخلي اولادنا و بناتنا يتوهوا من نفسهم، و تتوه منهم هويتهم او على اقل تقدير تتوه منهم احلامهم..
خليهم يصنعوا عوالمهم بأيديهم ، يشوفوا المستقبل بعينهم ، يحسوه بقلوبهم ، يقربوا منه بخطاويهم هم مش احنا..
أولادنا مش نُسخ مكررة منا..
اطلقوا لخيالهم العنان ، يعملوا بكره بتاعهم بأيديهم
#حبة_فضفضة
#رشا_شمس