رواية ملاك في الجحيم – بقلم يا سمين علام
الفصل الرابع
… فالورقه لم تصل إلى طارق.
دخلت رحمه إلى منزلها .. وصعدت إلى غرفتها، وارتدت ملابسها، ونزلت إلى الطابق الأسفل، وجلست أمام التلفاز.
استيقظ والدها ونزل للأسفل، فسمع صوت التلفاز، فتوجه إلى غرفه المعيشة .. فوجد رحمه تجلس أمام التلفاز.
محمد: انتي إيه اللي مصحيكي بدري كدة؟!
رحمه: مش جايلي نوم يا بابا .. قولت انزل اتفرج شوية علي التليفزيون.
محمد: وإيه اللي شاغل تفكيرك؟!
رحمه: مافيش يا والدي.
أمينه: يلا يا أستاذ محمد .. يلا يا رحمه الفطار جاهز.
توجهت رحمه مع والدها إلى غرفة الطعام.
محمد: رحمه .. فيه حاجة هديهالك .. إوعي تخلعيها من رقبتك فاهمة؟
رحمه: إيه هى؟ قولي يا بابا.
محمد وقد أخرج قلاده ذهبية من علبة قطيفة حمراء اللون: دي سلسلة .. والدتك كان نفسها تديكي السلسله دي لما تكملي 21 سنة .. والنهاردة عيد ميلادك .. وأنا بديهالك .. وإوعي تخلعيها من رقبتك.
رحمه:حاضر يا بابا مش هخلعها.
أمينه: مبروك يا حبيبتي وكل سنة وانتي طيبه.
رحمه: وانتي طيبه يا داده ربنا يخليكي ليا.
محمد: السلسله دي عبار عن آية الكرسي، علشان تحفظك من كل سوء.
رحمه: هات بقي يا بابا اما ألبسها.
وبالفعل ارتدت رحمه القلاده.
رحمه: إيه رأيك يا داده وأنا لابساها كدة؟
أمينه: قمر يا حبيبتي.
رحمه: متشكرة يا دادة.
أمينه: ربنا يحميكي يا بنتي.
قبلت رحمه والدها .. وانطلقت إلى المرآة التي في حجرتها، كي تنظر لنفسها وهي ترتدي تلك القلادة.
رحمه: الله جميله أوي بحبك يا ماما بحبك.
نزلت رحمه إلى الحديقة الخاصة بمنزلها .. واعتنت كالعاده بزهورها الجميله .. وانصرفت إلى داخل منزلها .. وكالعادة استمرت الأيام بين منزلها والورود ومشاهدة التلفاز.
علي الجانب الآخر……….
كان طارق كل يوم يذهب إلى المكان المخصص بالورود الموجود في حديقة الفيلا .. وكل يوم كان يرى الورد يذبل عن الوقت الآخر .. إلى أن هداه تفكيره أن يسأل عم متولي.
طارق: عم متولي…
متولي: نعم يا طارق بيه.
طارق: هى آنسة رحمه معادتشي بتيجي؟!
متولي: لا مش بتيجي!
طارق: طب مقالتشي حاجة كسبب إنها متجيش بعد كدة؟!
متولي: لا.
طارق: طب لو شفتها ابقي قولي يا عم متولي.
متولي: حاضر يا طارق بيه.
طارق لنفسه: يا ترى أنا زعلتها في إيه ومعادتش بتيجي ليه؟!
انا لازم أعرف بنفسي .. أنا هروحلها الجنينه بتاعتها وأشوفها وهي بتسقي الورد اللي في الجنينه بتاعتهم، وأسالها.
في أحد الأيام … كان طارق قد قرر أن يذهب إلى عمله متأخراً، كي يستطيع أن يرى الفتاه، فاستيقظ من السادسة صباحاً، ووقف في شرفته يتابع ما يحدث في منزل رحمه.
وما هي إلا ساعات معدودة، وقد خرج الوالد وخرجت الفتاه لتعتني بورودها .. انطلق طارق من منزله إلى منزل الفتاه .. ووقف خلف الأسوار ينادي عليها……
طارق: آنسه رحمه…
رحمه التفتت ورأت طارق فتسمرت في مكانها: طارق؟!
رحمه لنفسها: إيه اللي جابه هنا ده؟!
تقدمت رحمه إلى طارق .. وأخذت تتحدث إليه من خلف السور، وهو يقف أمامه من الخارج.
رحمه: انت إيه اللي جابك هنا؟!
طارق: انتي بقالك فترة مبتجيش تعتني بالزهور .. قولت أسأل عليكي .. وعرفت إنك معدتيش بتيجي .. فقولت اجي أسالك .. ليه معدتيش بتيجي؟
رحمه: واجي ليه؟!
طارق: علشان الزهور بتاعتك .. مش انتي اللي بتراعيها؟
رحمه: أنا اديت ورقه لعم متولي فيها طرق الرعايه الخاصه بالزهور وقولتله يديهالك.
طارق: محدش اداني حاجه!
رحمه: نعم؟! والله اديته ورقة!
طارق: جايز نسي أو وقعت منه.
رحمه: جايز … خلاص أنا هكتبها تاني وابقي اديهالك أو اديها لعم متولي.
طارق: خلاص أنا مش هروح الشغل النهاردة، وهقعد في البيت مستنيكي .. قصدي مستني الورقه، ومش هتقل عليكي وأنا هبقي أراعي الزهور.
رحمه: لو سمحت اتفضل بقى مينفعشي وقفتك كدة.
طارق وهو ينظر القلاده الذهبية: جميلة السلسلة دي.
رحمه وهي تمسك قلادتها: اه .. دي بتاعة ماما … واتفضل بقى لو سمحت.
طارق: حاضر هتفضل بس مش هتفضلي هنا كتير!
قالها وابتسم .. وانصرف من أمام المنزل.
بينما رحمه أخذتها الدهشة من كلام طارق فتسمرت في مكانها.
التفت طارق إليها وابتسم ومضي في طريقه.
بينما رحمه أخذت تحدث نفسها: إيه اللي يقصده بالكلام ده؟!
دخلت رحمه إلى منزلها لكي تقوم بكتابة الورقة مرة ثانية، وتذهب لتعطيها لطارق أو عم متولي.
علي الجانب الآخر ذهب طارق إلى متولي.
طارق: عم متولي…
متولي: نعم.
طارق: هي آنسه رحمه ادتك ورقه وقالتلك تديهالي؟
متولي: مش فاكر.
طارق: افتكر يا عم متولي.
متولي: اه باين .. بس شكل الورقه وقعت مني.
طارق: خلاص مفيش مشكلة.
انتهت رحمه من كتابة الورقة، وذهبت إلى المنزل الأسود، واستأذنت من عم متولي، أن ينادي لطارق.
دخلت رحمه إلى الحديقة، فانحنت تنظر إلى الزهور فوجدتها زابلة، فحزنت حزناً شديداً علي مظهرها، فهي تحبها كثيراً.
وبينما هي تعتدل واقفة .. رأت تلك المرأة التي تقف خلف الستائر الشفافة، ولكنها شعرت أن عيناها تملأها الحقد والكراهيه والغضب .. ورأت عيناها تتحرك عليها حتي وصلت إلى القلادة الذهبية .. فشعرت أن عيناها كالرصاص، يريد اختراق تلك القلادة .. فما كان من رحمه إلا أن وضعت يدها علي قلادتها كشعور برئ، لحماية قلادتها من تلك النظرات.
شعرت رحمه بالخوف الشديد واستدارت لتنصرف .. ففوجئت بصوت طارق.
طارق: آنسه رحمه .. استني انتي رايحه فين؟
رحمه وهي تخاف أن تنظر خلفها فتري نظرات تلك المرأه فأخذت تحدثه.
رحمه: أنا ماشيه.
طارق: طب بصيلي حتي.
التفتت رحمه بخوف .. فسقطت عيناها علي الستائر الشفافة……