الاسكندرانى الطحن صايع بنسوار..لونه أسمر بلون الطمى..يسكن الموج في عينيه ..وترتاح شمس الشروق على وجهه بعد عودتها من رحلة الغروب ..صدره مفرود كشراع يحتضنك.
يداه كدفه تمسك بها كلما هزتك ندالة الاخرين ! فترسو بك علي الشاطىء .
يقف الاسكندرانى فوق البنسوار كفارس عائد من عبق التاريخ يغطيه الموج تارة ويكشفه تارة اخرى كدلافين البحر ..يتطاير الرزاز فوق جسده فيملأه برائحة اليود فتود وانت جالس على الشاطىء تشاهده ان تجرى نحوه لتحييه كى تبلل اصابعك من قطرات الماء وحبات الملح التى تعطرك كالبرفان الفرنساوى المعتق وتظل رائحة اليود في يدك طوال اليوم .
يتكلم راكب البنسوار بلغة الجسد مثله مثل لاعب السيرك وراقص الباليه لابد ان يكون ذكيا لان اى خطأ معناه السقوط..الغلطه الاولى هى الغلطة الاخيره .
لغة البنسوار لغة عالميه كالموسيقى ..هارمونى جميل بين العازفين :
المجداف والبنسوار والموج وراكب البنسوار!
كل ضربة من المجداف داخل الماء هى ضربة على وجه كل ظالم !
وكل صوت تجديفه تسمع فيها صوت كونترباص عباس فؤاد عازف الكونترباص الاول في فرقة ام كلثوم .
وكل سحبة من المجداف هى سحبة قوس تشيلو وكل موجه تصعد الى قدميك هى رنة اوتار قانون انور منسى تخدك معها الى عالم الاحلام .
كلما كنت متوازنا نفسيا كلما كان اللحن ينساب بك الى قلوب المستمعين والمشاهدين وكأن هذا البنسوار هو مسرح كبير وانت تصل الى قلوب المستمعين والمشاهدين فى اوبرا الشاطىْ.
يجب علينا كسكندريين ان نحافظ على هذا الهارومونى الجميل في حياتنا كما هو بلسعة قنديل البحر ..وشكة شوكة سمكة البطاطا لتظل الاسكندريه عروس البحر الى الابد فلا بد لك من هارمونى في حياتك يتخلله صوت النسيم كأنه صوت ناى قادم من النوبه .
ماتنساش وانت نازل من كوبرى سيدى جابر ( كوبرى أم الباتعه على رأى المعلم خليل بفره ) تقرأ الفاتحه لابو العباس لو عينك لمحت مية البحر !!
عادل حراز