تركيبه شعبية من العسل الاسود والسودانى والسمسم والزيت والدقيق والحلبه الحصى المطحونه .. كانت هى الاحتياطى الاستراتيجى فى بيتنا فى أول دخول المدارس فى ستينيات القرن الماضى .
كانت اياميها علاقتنا بالجبنه الرومى والمربه والكريمه علاقه محرمه شرعا لان الحاجات دى كانت من وجهة نظر جدى الله يرحمه رجز من عمل الشيطان.. وكان العيش الفينو بالنسبالنا دى يرجى يوم الجمعه بس قبل الصلاه كأنه جايبلنا جاتوه من لابوار أو الصامدة مثلا وكان ينبه علينا أن العيش الفينو ده بتسقى في الشاى ابو لبن او ممكن تأكله حاف كنوع من أنواع الترفيه عن المعده بعد الطحن الاسبوعى الرغيف الجرانيت التى كانت تخبزه جدتى منزليا واللى كانت تبلله بالماء من المساء للصباح علشان يبقى طرى وتعرف تعمله ساندوتش وتحط فيه الحلبه ه. ساندوتش يعنى .. مفيش طبعا لا لنشن بوكس ولا لانشون حلوانى اللى بيقولوا عليه الايام دى.. ويارب اكون كتبت الكلمه صح لانى بصراحه وأحدها من ع الفيس بالشبهه ومعرفش يعنى هى ايه اصلا بس بالفطره كده هى حاجه من الاتنين:
ياساندوتشات
يا علبه بتحفظ السندوتشات
بس يارب ما تطلعش كلمه عيب.
المهم ما اطولش عليكم جدة في يوم كسرالقعده وعملى ساندوتش حلبه معقوده في رغيف فينو. !!!!
بصراحه يومها وانا رايح المدرسه كنت حاسس انى ابن نجيب ساويرس مثلا ف الايام دى !
مخبيش عليكم كنت مشهور بيت زمايلى في المدرسه أن انا الولد الغنى اللى بيجيب الحلو كله اللى هى الحلبه المفقوده.
لان كل زمايلى كانوا في فقر مدقع آخرهم يجيبوا يا ساندوتش مخلل يا ساندوتش رز او مكرونه أو نخشى مركب أو لو حد متوسط الحال يبقى فول وفلافل.
روحت يامعلنى المدرسه بالريف الفينو في الشنطه وانا داخل منفوش نفسى الديك الرومى بعد محاولته للانجاب والعيال شافونى وحسوا أن الغرورراكبنى فسالونى :
ايه جايب معاك ايه في الشنطه
انا قلت لهم ساندوتش حلبه ف رغيف فينو. .. فجأة هجموا عليا وحاصرونى حصار رابعة!
وتسلل عيل منهم أبوه مخبر وأبلغ الناظر بواقعة الرغيف الفينو.
وعينك ما تشوف الا النور يا معلم.
لقيت الناظر واتنين فراشين وتلاوه مدرسين داخلين عليا الفصل دخلة الامريكان ع الهنود الحمر!
وطلع اللى معاك…….
انا مش فاهم … ربما راح الناظر قالى افتح الشنطه ورينى الساندوتش.
انا بهبالة اعلى افتكرت الناظر والتيارات اللى معاه نفسهم ياخدوا كل واحد حته من الفينو ناعم من نفس فصيلتنا الفقراء.
اتارى يامعلم الموضوع غيركده خالص لان الولد المخبر بلغ أن. حليب عيش فينو ساندوتش وانا طول السنين اللى فاتت بجيب معايا عيش جرانيطى ناشف حجر مخبوز ف البيت ولا زم يتبل لامؤاخذه قبلها ب ٢٤ ساعه علشان نعرف نأكله.
المهم الناظر والزبانيه بتوعه اول ما طلعت الرغيف بتاع الحلبه صرخ ا كلهم في صوت واحد كأنهم بيصورا اعلان :
ايه ده انت جايب عيش فينو ؟؟
واتنطرالناظرلفوق وقالى :
اياكس ياض تكون اتجنيت واهلك تتخيلوا وحطولك ف الفينو مربة تين كمان؟
انا ازبهليت وقلت للناظربمنتهى الشجاعه:
عيب يا حضرة الناظر ما تتريقش عليا
هو التين بيتعمل مربه ؟؟؟
ودى كانت أول معلومه اعرفها في حياتى أن فيه مربى تين لان الايام دى كنت شايف الدنيا كلها حلبه معقودة بس .
من كتاب ” على طبلية الحاجه ”
تحت الطبع
عادل حراز