معظم شبابنا من الجيل الجديد مشجعى المياه المعدنيه المعباأ في زجاجات بلاستيكيه ـ لا يعلم الله مصدر البلاستيك التى صنعت منه إيه ـ لا يعرفون حنفية الصدقه ..ويمكن كثير منهم لم ير شكلها في كتب التاريخ القديم , ولمن لا يقرأ في التاريخ المصرى والفلكلور حنفية الصدقه بإختصار :
هى حنفية كبيرة كانت تضعها الحكومه في كل الاحياء الشعبيه الفقيرة التى لم تدخل فيها المياه الى المنازل نظرا لضيق ذات اليد وكانت توضع علي ناصية الشارع داخل مربع اسمنتى كبير يسمح بان يضع فيه الفقراء اوانيهم لغسلها وتعبئتها بالمياه النظيفه , وكان في كل حى شعبى حوالى 10 حنيفيات صدقه كل 3 او 4 شوارع يشتركون في استخدام تلك الحنفيه التى كانت فتحتها تشبه الى حد كبير فتحة خرطوم المطافى .
فكان سكان الشارع والشوارع المجاوره يلتقون كل صباح وعند المغربيه لملاء احتياجاتهم من المياه وهى كانت فرصه كبيرة ليتناول النسوه والفتيات الحديث اثناء عملية تعبئة المياه .مما يجعل الود والمحبه والتقارب بينهم مستمرا فلا غربه ولا غرباء . واذا كنا تحدثنا في بداية المقال عن الحلقه المفقوده فحنفية الصدقه كانت هى (التجمع الخامس كما يقولون حاليا ) لفقراء الشعب !
تقدر تقول باختصار كانت كمباوند شعبى يتجمع حوله كل ابناء الطبقه الترابيه اللى تحت