ولدنا أطفالاً مرتبطين بإذاعة القرأن الكريم وتواشيحها قبل كل صلاة بداية من صلاة الفجر حتى صلاة العشاء، بداية من جملة إعداد وتقديم عزت الزنفلى، نهاية بجملة كانت معكم هاجر سعد الدين.
كنا جميعا نردد معظم جمل الإذاعة أثناء اللعب فى الشارع.. حتى وصلنا سن السابعة وبدأنا المشاركة فى طقوس ليلة النصف من شعبان، ومذاقها الخاص بوجود كوكبه من رجال البلدة، يديرون الحفل مثل الشيخ توحيد، صاحب الصوت المميز فى التواشيح الخاصه بمثل تلك المناسبات، والشيخ رزق شحاته، والأستاذ العالم الجليل محمد عبدالحميد، ويتقدم الصفوف الأماميه الحاج سمير غنيم رحمه الله عليه، والمهندس سيد عبدالخالق، والأستاذ شعبان محمود… وغيرهم الكثير والكثير من رجال البلده الأجلاء.
ويقود الحفل شيخنا المميز أحمد عبدالرحمن.. فكان يبدأ اليوم فى الصباح الباكر بقيام السيدات الفضليات فى بيوتنا المصرية ببدء الإعداد لوجبة العشاء الرئيسيه، احتفالا بذلك اليوم (الموسم)، وهى تكون وجبة العشاء ويتم تناولها قبل صلاه المغرب بدقائق، ثم يقوم معظم أفراد الأسرة نساءاً ورجالاً وأطفالاً بالاستعداد للذهاب إلى المسجد لصلاة المغرب والمشاركة فى بداية الاحتفال بليلة النصف من شعبان.. حيث يجتمع الجمع المبارك، وتبدء الطقوس الروحانية التى تترك فى النفس أثراً روحانياً طيباً.. ثم تنتهى الطقوس ويجتمع الأطفال دون سن العاشرة أمام المساجد للترتيب لإعداد فوانيس صناعة يدويه من زجاجات الزيت، وموضوع بها شمعة، ثم يذهبون إلى المقابر ليلاً وتتحول تلك المقابر إلى مشهد وكأنه مشهد ملائكى من إضاءة الشموع داخل الفوانيس.
يقوم الأطفال بقراءة الفاتحة لذويهم وأقاربهم الذين سبقونا إلى الدار الآخرة، ثم يتم الذهاب إلى زياره مقام سيدي مبارك ومقام سيدي محمد أبوعبية .. ثم يعود الأطفال إلى الشوارع مرة أخرى فى صورة مجموعات كبيرة يجوبون الشوارع حاملين الفوانيس مرددين الأناشيد الدينية والفلكلورية ذات المذاق الفلكلوري المميز.. طقوس دثرها الزمن وأكل وشرب عليها عالم المادة لتسود المادة مسيطرة على العالم الروحي.