في رأيى لن تستقيم الأوضاع في مصر ويتحقق النمو والنجاح الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار السياسي، ما لم نواجه هذه التحديات الثلاثة، ولتكن البداية مصالحة سياسية، ولم شمل جميع المصريين على أساس المواطنة، ونبذ العنف واحترام القانون وتطبيق العدالة.
لقد تحمل المصريون واحترم العالم من حولنا الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، ودعوات تطوير الخطاب الديني والتعايش وتمكين ودعم المرأة والشباب وأخواتنا المسيحيين.
لكن العالم من حولنا أيضاً يتحدث عن تجاوزات خطيرة وانتهاكات مستمرة موثقه بموجب شهادات وتقارير، ونحن نستمر في الإنكار (والمكابرة) والنفي ورفض كل نصيحة وتصحيح، بل ونرد بأن ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا تختلف عن العالم الغربي، وهو كلام مغلوط، لأن الإنسان وكرامته وحقوقه واحدة في كل الدنيا، كما تحدثت عنها الأديان السماوية جميعها، (رب واحد لنا جميعاً وكلنا أبناء إبراهيم عليه السلام)، والتزامنا بالاتفاقيات والمعاهدات التي نحن جزء منها.
ماذا ننتظر حتى نعيد بناء شخصية الإنسان المصري صاحب الحضارة الكبيرة ليعود لأيام مجده وازدهاره. لماذا لا نتعلم من أخطاء من سبقونا؟!
أصبحنا لا نتحمل الخلافات في أي من قضايانا، وفقدنا ميزة العفو والتسامح واحترام الآخر، وافتقدنا المسائلة والمحاسبة، وهو ما أوصلنا إلى زيادة معدل جرائم الفساد والإهمال والإرهاب، وخلق حالة من اليأس والإحباط لكثير من شبابنا.
أعتقد أنه من الأهمية أن نبدأ تحديد أولوياتنا واحتياجاتنا، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والاجتماعي، حتى تكون بداية صحيحة بها نوع من التوافق المجتمعي، وهو ممكن لو كانت هناك إرادة حقيقية من الجميع.
أين صوت العقل والضمير؟! .. مازالت الفرصة مواتية والأمل موجود .. فلنراجع أنفسنا سواء من هم في الحكم أو في المعارضة، ونبادر بالاستماع إلى شعوبنا، ونشاركهم فيما يتخذ من قرارات وسياسات تخصهم وتؤثر في حياتهم ومستقبلهم، من خلال مؤسسات ديمقراطية حقيقية، وليست سابقة التجهيز أو شكلية.
محمد أنور السادات
رئيس حزب الإصلاح والتنمية