صوت متهدج تعترضه قلاقل في الخروج ، أياد وسيقان مرتعشة، عينان تحملقان، شفتان جافتان أطبقتا بقوة على لسان يشعر بطعم المرارة، أذنان تصفران، جبهة مقطبة، شعر الرأس متوقف وكذلك كل شعر الجسد، أظافر مهتزة تضرب بانتظام وغير انتظام مرتطمة بطاولة قديمة تآكلت أطرافها كأطراف قطع الصابون المبلل بالماء؛ لترجع صوتا موسيقيا حزينا يطرب به
من يسمعه وينجذب إليه، وفم لا يؤلف جانبه؛ من كثرة الرغاوي المنحدرة بين شدقيه، لحية كثة، خصر نحيل نصب على ساقين حافيتين كعودي القصب يوازيهما ذراعان كماسورتي مياه صغيرتين، ثياب مهترئة تكاد تستر الجسد بالكاد، حفيف الرياح يصدر أصواتا تصاهرت مع شدة ظلام الليل،وينجبان أشباحا تقطع طيات القلوب خوفا.
لا طاقة للوقوف، يجلس على أرض مدججة بالشوك مبللة بعرق الكادحين، لم تريحه الجلسة وأخافته….
رأى وحشا مكشر الأنياب مقبلا عليه، أجمع قوته وتأهب للهروب لكنه لم يستطع الفكاك.
لابد من المواجهة، ولكن كيف؟
الظلام دامس، الوحش يقترب، الموت قادم لا محالة.
هيا للمواجهة.
اقترب، دافع، اهجم، أمت.
إنه وحش تكون من أجسام ضعيفة تميتها قطرة ماء، أو رغوة صابون، أو بخة مطهر،
ما أضعفه!
إنه فيروس كورونا اللعين.
مصطفى شرف _ مدير إدارة الخدمات والأنشطة التربوية بإدارة غرب الإسكندرية التعليمية