في مجتمعنا أغلب الناس بتعاني من مرض خطير جداً ألا وهو البخل .
بس ثانية للبخل أنواع كثيرة أخطرها علي الإطلاق هو “البخل العاطفي”.
يعني تلاقي الزوج مستخسر يقول كلمة حلوة لزوجته، والبنت مستخسرة تقول كلمة طيبة في حق صاحبتها، والابن مستخسر يطبطب علي والده ووالدته…وغيره وغيره ، نماذج كتييير جداً ملهاش حصر …
الناس البخيلة دي مبدأها في الحياة هو الاستخسار ، أيا كان السبب إيه، مش بيفكروا، ماشين مكبرين دماغهم وبس…
منهم ناس بتفتكر إنها ضمنت الشخص اللي معاها، وفي ناس بتخاف أحسن اللي قصادها يشوف نفسه ويتغر عليها فبتفضل إنها تكبته، وناس تانية تقولك مسئوليات ومشاغل الحياة، وناس تانية خايفة من الخذلان، وناس تانية متعرفش يعنى إيه حب ومودة وناس تانية كسلانة تتكلم وتعبرعن حبها وفاكرة إن أكيد الطرف التانى فاهم ، بيطبق مبدأ أم كلثوم “ده اللى يحب يبان فى عينيه” لكن نسى المقطع الأهم “ومادام تحب بتنكر ليه؟؟
” وفعلاً ننكر ليه لحد ما نصبح بخلاء…
سبب وراء سبب وحجة وراء حجة، هتجد إن الشخص اللى بيستخسر، قلبه جمد واتعلم القسوة والجحود ولا حتى هيبان فى عينيه من كتر النكران….
في حين إنه في الأصل لا قاسي ولا جاحد وبالعكس بيحب الشخص اللي هو بيقسي عليه، لكن مع الاستمرار فى البخل الطرفين اللى هما أساس أى علاقة هيتحولوا واحد هيبقى الجانى والتانى المجنى عليه، واحد هيبقى قاسى وجاحد والتانى هيبقى ميت إكلينيكياً، عايش وروحه مطفية..
لكن لأن مفيش مكان للحب فى وجود القسوة، و لأن الاتنين عمرهم ما يجتمعوا أبداً فى مكان واحد، لازم واحد منهم يزول واستحالة يستمر فى وجود التانى ولأن الإحساس بالبخل العاطفى مشكلة رهيبة فعلاً لأنه يخالف الطبيعة البشرية…
عارفين ليه؟
لإن لما ربنا خلقنا، خلقنا من طين علشان يبقى في شىء من الليونة والمرونة فى طباعنا مش علشان نبقى جامدين وقاسين على بعض، ربنا وضع فى قلوبنا الرحمة والحب وهما دول أساس الطبيعة البشرية، وعلشان كده كل ما يخالف الطبيعة البشرية زائل، غير دائم، هينتهى فى يوم من الأيام، أيا كان الحال اللى هينتهى عليه…
لو فكرتوا شوية كمان هتجدوا إن أحد أهم أسباب وجود علاقات مشوهة في مجتمعنا هو البخل العاطفي ودى كارثة بكل المقاييس، يعني الشخص البخيل ده بيتسبب في أذية كبيرة لغيره..
إحنا كبشر دائماً محتاجين للطبطبة، محتاجين نشعر بالحنان، محتاجين نسمع كلام حلو وإطراءات من الناس اللى بنتعامل معاهم، محتاجين نشعر بالتقدير، محتاجين نعرف إننا محبوبين وإن فى ناس بتهتم بنا…
من إحدى وصايا الرسول (ص) : إذا أحببت أحداً فأخبره ليعلم، وكررها ليطمئن، واعمل بها ليوقن” …
يعنى مهم إننا نعبر عن حبنا لغيرنا ومش بس كده نكررها ونعيد ونزيد فيها علشان اللى معانا يطمئن ويصدق محبته فى قلوبنا…
ده لو شخص غريب قال أى كلمة طيبة أو مدح فينا بنبقى طايرين فى السماء، ما بالك لو الكلمة الحلوة دى جت من القريب، شعورنا وقتها هيبقى عامل إزاى؟؟
من وجهة نظري إن أهم شعور محتاج له الإنسان هو الشعور بالطمأنينة والأمان اللي عمرنا ما هنحس بهم إلا في وجود الحب ….
لو شعرت بالحب هتشعر بالأمان وهتتلاشي من عندك كل المخاوف اللي ممكن تقابلها في حياتك، لكن لو الحب عمره ما زارك ولا خبط علي بابك طول ما أنت هتفضل قلقان وعايش في حيرة وتوتر ومش حاسس بطعم الراحة…
وافتكر دائماً إن كما تدين تدان، هيجى وقت وانت نفسك تحتاج تسمع كلمة طيبة بس ساعتها مش هتلاقيها علشان بخلت بها فى وقت من الأوقات..
مهما عشنا فالعمر قصير، الحقوا عمركم قبل ما يروح على تفاهات وحاجات مش جايبة همها، قولوا للى بتحبوهم إنكم بتحبوهم، خلوا البهجة والسعادة تنور حياتهم وحياتكم بدل ماهى عتمة اوى كده…
خليكم إيجابين وامدحوا أصحابكم والناس الحلوة اللي في حياتكم وافتكروا دائماً كل ما تسعدوا اللي حواليكم هيسعدوكم.
الكلمة الطيبة صدقة وجبر القلوب شىء عظيم جداً ، اتعلموا إزاى تجبروا الخواطر وتجبروا القلوب …
محتاجين نفكر الناس اللى بنحبهم إننا بنحبهم ونأكد عليهم اد إيه هم غاليين علينا …
بلاش البخل ونكران الحب اللى بقى منتشر فى حياتنا ده، الحياة بسيطة إحنا بس اللى معقدين الدنيا ..
فاحذروا هذا المرض اللعين!!!!
Facebook: Mennatallah AlMisherfi
Page: Mennatallah AlMisherfi-
منة الله المشيرفي