وسط أوضاع اقتصادية عصيبة وتدني أخلاقيات المجتمع المصري الذي تدهورت قيمه الي حد لم يعد ينكره قاص ولا دان وشح العمل بالمبادئ السماوية ايما كانت فسادت حالة متردية تدعو كل صاحب عقل وفكر وقضية تصبه حالة من الاشمئزاز والجزع اثر ما يحدث.
ووسط كل الفقر المدقع والانحطاط الاخلاقي جلت ظواهر عديدة أكثر ما استثارني للحديث عنه اليوم هي المناطحة فالاشئ.
هكذا أسميتها ولا أعلم لها اسم آخر فتنحينا عن الكيف واستأثرنا الكم وذهبنا عن التعليم الحقيقي وأصبحنا نتباهي بأسماء المدارس وماركات الثياب وأسماءالنوادي التي نلحق بها أبنائنا بل وامتدت المنافسات لانواع الطعام بالمدرسة وعدم وضع حد من الرفاهية التي لا نمتلكها للأبناء فيدخلون هم بدورهم لمارثون المظاهر اللعين وتصبح كل التجمعات تفضي لمقارنات عقيمة لن تجدي المجتمع ولا أبنائنا نفعا.
علينا ان نتساءل أي ابداع سيخرج من طفل لم نربه أن يصبح صاحب قناعة شخصية يحدد اهتماماته وأهدافه ويضع نصب عينيه الكيف والماهية من كل شئ ؟!
هل بناء جيل قادر علي تحمل الاعباء لا يستحق منا وقفة لكل أم مع نفسها؟لم تخطئ قراءتك أبدا نعم انها الأم هي من تحدد هويتك وتقود مواهبك وتعلي من مراكز ابداعك ،هي من ترسخ القيمة وتربي الفضيلة،تهدم كل السلبيات الامهات صانعات المستقبل ولا البس نفسي ثوب الفضيلة او المثالية بل أحرر أفكاري علي افيد بها غيري .
هل من الأجدي ان ادلل ابني ليعلم انه أفضل من غيره اذا ارتدي او أكل او لعب الي آخره ،أم اذا علمته أنه قادر علي ان يفيد نفسه ومجتمعه ويضع أهدافا ويحققها فأجد ه اذا ما أصبح مراهقا انشغل بالفكر عن التفكير ،وسخر في نفسه من المظاهر وادعيائها؟!
الحق أني لا أخجل أن ادعو نفسي وكل ام من تعليم أبنائها ما يستطيعون اقامة انفسهم في ظل مجتمع اندثرت به الفضيله وعدم الاكتفاءبالتعلم بل تعليم الابناء طرق للاستغناء بالانتاج .
الاستغناء بالانتاج قد يكون سبيلا مهما للتخلص من الازمات الاقتصادية والاجتماعية علي حد سواء فتعلم الانتاج سيوفر عليهم أموال اقتناء ما يرغبون به فيصبحوا صانعيه وربما متكسبين من ورائه ،وعلي سبيل الاصلاح الاجتماعي فان العمل والانشغال به سيوقف فعلا مشكلات الانحراف والادمان التي يتسبب بها الفراغ ،كما أن الانتاج سيصنع لابنائنا كيان يعلي من ثقتهم بأنفسهم ويلهب حماسهم لمزيد من النجاح .
لا أطالبك ان تعلم ابنك ما لا يود تعلمه بل تلمس نقاط قوته،واصنع منها مشروعا بخياله هو حتي تعزز لديه فكرة اقامة العمل بالأمل والمثابرة عليه .
واخيرا لن تقوم لبلدنا قامة الا بسواعد فتية تعلمت واستخدمت علمها بالانتاج وأخلصت حتي أبدعت ،فالأجدي ان نفيد ابنائنا وأوطاننا ونترفع عن المناطحات بالاشئ.