الشكل الثقافي والاجتماعي هما ركنان أساسيان في نجاح أو فشل العمل التطوعي والسياسي والخدمي، فالمناخ الثقافي ونمط التفكير والعقلية السائدة وأيضا نوع العلاقات الاجتماعية التي تربط أعضاء المجتمع وتقوده إلى مشاركة مجتمعية قوية ومؤثرة أو إلي مشاركة مجتمعية تابعة وتتغلب عليها المناخات التقليدية والسلوكيات القبلية التي لا تمت بصلة إلى الثقافة المدنية وروح التسامح واحترام الاختلاف، ولكن الثقافة المدنية اللازمة لتفعيل وتطوير المجتمع، تتضمن الإيمان بالسلك التنظيمي والفكر المؤسسي، وهذا يتطلب قيام الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والفن بالدور التوعوي لبلورة ثقافة تتلاءم مع روح التطوع والاعتماد على الذات من أجل الصالح العام.
فالإطار الثقافي والاجتماعي هو الوعاء الشامل الذي يحدد ويوجه الممارسات والأفعال لأفراد المجتمع ككل بشكل عام، والتغيرات السياسية ترتبط بفترات الاضطراب الاجتماعي، مثل الثورات والحروب وحركات الإصلاح الاجتماعي والسياسي، فالإتجاه نحو الإصلاح وترسيخ ركائز الحرية، يساعد على تحقيق تقدم الحياة الاجتماعية، ففي المجتمعات الديمقراطية لا يحدد وضع الفرد بمولده، ولكن تترك كل الأوضاع مفتوحة لكل فرد بحيث يستطيع الحصول عليها ولا توجد أي عوائق لتحقيقها.
لذلك من الضروري إتاحة الفرص للشباب لمشاركتهم في الحراك الاجتماعي داخل المجتمع المصري، وتوفير آلياته بما يتناسب مع الشباب، ونؤكد أن المجتمع المصري عاصر خلال النصف الثـاني مـن القـرن العشرين تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية واسعة النطاق، وتمثلت في الانتقال من الاقتصاد الحر والليبرالية السياسية إلى الاقتصاد الموجـه والسيطرة الحزبية، إلى الانفتاح الاقتصادي والعودة مرة أخرى إلى اقتصاد السوق أو ما يسمى بالليبرالية الجديدة، وأدي ذلك إلى تغيرات في ملامح التدرج الاجتماعى فى المجتمع، وكذالك في صور الحراك الاجتماعي.
فمن الآليات التي تتحقق من خلالها الصور المتعددة للحـراك الاجتماعي:
– التشريعات الاجتماعية والتنظيمات الإدارية.
– توفير فرص التعليم المجاني في إطار يتجه لتحقيق تكافؤ الفرص أمام أبناء الطبقات المختلفة.
– التزام الدولة بسياسة تعيين الخريجين.
– السياسة والعمل الحزبى والنقابي والمبادرات الشبابية الهامة لبناء دولة جديدة تتسم برؤية شبابية وفكرية وتنفيذية مختلفة بهدف الإصلاح الوطني.
– القدرات الخاصة والمواهب الفردية أو المهارات المختلفة.
كل هذه الآليات توفر فرصاً واسعة أمام الشباب لاستخدام طاقتهم وتوظيف قدراتهم لتحقيق الارتقاء بالمجتمع، سواء ثقافيا وفنيا وسياسيا واجتماعيا، وتحقق الابتعاد عن الأصول الاجتماعية الطبقية والإمكانيات المادية والانتماءات العائلية التي كانت سائدة من قبل.
ولا بد التوضيح بأن الإطار الثقافي والاجتماعي هو الوعاء الشامل الذي يحدد ويوجه الممارسات والأفعال لأفراد المجتمع ككل بشكل عام، وأيضا دور الشباب في التنمية والحفاظ على هوية الوطن وإبراز تاريخه، وأيضا المشاركة في قضايا الرأي العام والمناصرة لحقوق المرأة والطفل والفئات المهمشة، في الحصول على حقوقها، وكذلك التطوع في مؤسسات المجتمع المحلي يساعد على زيادة الأيدي العاملة، وزيادة الإنتاج والفائدة والمشاركة في إنشاء المشروعات الخدمية، وتنفيذ مجموعة مؤتمرات وورش عمل ونقاشات لتوسيع المعرفة، وأيضا تعزيز الجانب الثقافي بعمل مبادرات للتعريف بالثقافات المتنوعة وتبادلها، وأخيرا وليس آخرا المشاركة في الدفاع عن الوطن وحمايته، وأن الشباب هم من يقدمون أنفسهم فداء للوطن.