يأتي شهر أيلول من هذا العام بنكهة مختلفة عن كل الأعوام السابقة .. حيث تتسلل نسماته هذه المرة ويتسلل معها الأمل والبشرى بإقتراب مصالحة فلسطينية – فلسطينية والإقتراب ولو بخطوات ثقيلة نحو إنهاء الانقسام ،، وقد كان لجهود القاهرة والسلطات المصرية الدور الأبرز في أي بصيص أمل تحقق نحو تحقيق هذا الحلم الذي ما فتأ يراود كل فلسطيني شريف ،، وتكشف التطوارت الأخیرة أهمية الدور المصري فى معالجة ذلك الوضع الخطير الذي بات يهدد القضية الفلسطینة برمتها ، حيث إن مصر بذلت على مدار الفترة الماضية جهودًا كبيرة من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني سعيا لتحقيق المصالحة بين كافة الأطراف والفصائل.
وعلى مدى شهرين كاملين منذ حزيران الماضي وجهود تقريب وجهات النظر على أشدها وقد أسفرت عن مبادرة حماس بحل اللجنة الإدارية ودعوة حكومة الحمد الله إلى ممارسة مهامها في قطاع غزة في أي وقت تريد .. ومع قدوم وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد إلى القاهرة وبعد المبادرة الحمساوية من المنتظر هنا أن يقوم السيد الرئيس أبو مازن بإلغاء كل قراراته وإجراءاته التعسفية ضد قطاع غزة كخطوة أساسية لإثبات حسن النية ومن ثم القبول بإجراء الانتخابات كما قبلت حماس.
ولكن يحضرنا في هذا السياق سؤالان : هل كان لتفاهمات حزيران يونيو بين التيار الاصلاحي لفتح وحركة حماس أي فضل في ما توصلنا إليه اليوم من تحريك المياه الراكدة وإزكاء النار تحت السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس معاً لإجراء مفاوضات بناءة والسعي لتطبيقها فعلياً على الأرض فيما بعد أم أنها كانت حرث في ماء ؟؟؟؟ وهل سيكون رد الفعل المنتظر من محمود عباس نحو الغاء الاجراءات التعسفية التي إتخذها في مواجهة أبناء شعبه ورعيته في غزة شاملاً كذلك الفلسطينيون من أبناء قطاع غزة من الفتحاويين المنتمين للتيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح والذين نزلت على رؤوسهم إجراءات محمود عباس العقابية التعسفية كصواعق السيل أم أنهم منبوذون من أي اتفاق كالمواطنين الـ “بدون” ؟؟؟؟
ويحضرني هاهنا مقولة القائد سمير المشهراوي ” إن مسؤوليتنا عن الوضع الداخلي أخلاقية، وليست رسمية” وكان يعني التيار الإصلاحي لحركة فتح والذي كان صاحب المبادرة في محاولة منه لحل مشاكل قطاع غزة العضال للتخفيف عن أبناء قطاع غزة بقدر ما يستطيع حيث قام قياديو التيار الإصلاحي وبدعم كبير من القيادة المصرية وبالتعاون مع دولة الامارات الشقيقة التي طالما كانت داعم أساسي للجهود المصرية وسند حقيقي للشعب الفلسطيني وذلك لمحاولة إيجاد حلول لوقف المعاناة اللامعقولة التي يكابدها الشعب الفلسطيني في غزة مع كل طلعة شمس و لرأب الصدع مع حركة حماس والتوصل إلى اتفاقات لا تبخس حق أحد ولا تؤثر على أمن أحد ولا تضر بمصالح أي من الأطراف ولا تغفل في الوقت نفسه مصلحة ومتطلبات عموم الشعب الفلسطيني.
أما إذا تطرقنا إلى أمر الانتخابات التي وافقت حركة حماس على إجراءها فلم يخبرنا أي من الطرفان (حماس وعباس) أي انتخابات سيتم إجراؤها ؟؟؟؟ هل يعنون الانتخابات البلدية أم التشريعية أو الرئاسية أم ثلاثتهما معاً ؟؟؟؟ وهل سيتم التعجيل بذلك أم سيظل هذا البند حبراً على ورق كما حدث في كل الاتفاقات السابقة ؟؟؟؟ وهل ستشمل تلك الانتخابات كافة الفصائل أم سيتم إقصاء أي منها – كالتيار الإصلاحي على سبيل المثال إذا ظل عباس على تعنته ولم يقبل بالمصالحة الفتحاوية الفتحاوية التي تضغط مصر على اتمامها دون جدوى والتي أعلن القائد محمد دحلان مراراً وتكراراً عن ترحيبه بها !!!!!!!!!! وإذا شملت الانتخابات كافة الاتجاهات والفصائل هل سيقبل السيد الرئيس وحركة حماس بنتائجها إذا جاءت على غير هواهم وتوقعاتهم ؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى تفكير عميق ومن ثم إجابة شافية …. فهل تتفكرون ؟؟؟!!!؟