يظهر بين الحين والآخر أغاني مثيرة للجدل على شاشات التليفزيون أو المواقع التواصل الاجتماعي، يليها فيديو كليب يوازي كلمات الأغنية بإبحاية وإثارة،
ومن الطبيعي يثور المجتمع ويقوم بتقديم بلاغ يلي الآخر لمنع إذاعة هذا العمل “الفاضح”، ويتم علي أثره حبس مطرب أو مطربة الكليب وصناع العمل.
“بص أمك”، و”عندي ظروف”، و”سيب إيدي”، و”دلع تكاكتك”، وغيرها من الأغاني التي أثارت الجدل في الفترة الأخيرة بسبب محتواها الفاضح الاباحي من ألفاظ ومشاهد خادشة للحياء، وبعد كل هذا ينتهي الحال بصناع العمل بالحبس والغرامة.
لا ننكر وجود أعمال طرحت بمثل هذا الفعل وأكثر دون أن يحاسب في ما كان يطلق عليه “زمن الفن الجميل”.
بعيدا عن “هات الإزازة وأقعد لاعبني”، و”ساعة العشا يحلى الهزار والفرفشة”، وأيضا “ارخي الستارة اللي في ريحنا”، هناك اسم اشتهر بين “العوالم” في الفترة بين 1912 و1919، أي قبل ما يقرب من 100 عام، وهو اسم “بهية المحلاوية”، ذلك الاسم الذي قامت صاحبته بغناء بعض الأغنيات التي فاقت “بص أمك” ونظيراتها خلاعة، لكنها نالت شهره كبيرة وقتها، مما دفع واحدة من أهم شركات الأسطوانات حينها (أوديون)، لتقوم بتسجيل أسطوانات لتلك المغنية، منها أسطوانة شهيرة بحسب ما كتبه المدون أيمن عثمان صاحب كتاب “تراث مصري” والصفحة التي تحمل نفس الاسم على “فيس بوك”، وهي أسطوانة “رقص شفيقة”، حيث كانت المحلاوية تغني في فرقة شفيقة القبطية وقتها، وإعتذرت الوطن عن عدم نشر كلمات الأغنية بسبب شدة إباحيتها.
وهذا ما يحدث اليوم مع مطربي الأغنيات المثيرة للجدل، ومع ذلك قامت الشركة الكبيرة التي سجلت أسطوانات للمنشد الشيخ علي محمود، وسيد درويش وأم كلثوم ومنيرة المهدية وكثير من الملحنين والمطربين، لتسجل أسطوانات أغاني “إباحية” لتلك المغنية لمجرد أن أغانيها تنال رواجا كبيرا في الأفراح الشعبية وقتها، وهو ما وصفة أيمن عثمان في تدوينته بأنه “منحنى رسم بياني بيوضح أخلاقيات الشارع رايحة لفين”.
ايمان مهدى