كتبت – باسنت عثمان
حينما يمتزج الفن بالدبلوماسية، ليعبر عن المعنى الحقيقي للقوة الناعمة للشعوب في مواجهة كل التحديات التي تعترض مصائر شعوب الأمة العربية، وبحضور عدد كبير من السفراء والقناصل والشخصيات العامة بالإسكندرية، أقامت قنصليه لبنان، ندوة فنية للفنان التشكيلي «خالد هنو»، تحت عنوان (لبنان بعيون سكندرية)، في قاعة المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية.
وقد التقت «بوابة الخبر الالكترونية»، على هامش الندوة الفنية، بعدد من الحضور لاستطلاع آرائهم حول الندوة، وموضوعها.
وفي حوار خاص لـ«بوابة الخبر الالكترونية»، عبر السفير “حسام الدباس” قنصل عام دولة فلسطين بالإسكندرية، عن مدى إعجابه بالندوة وبأعمال الفنان خالد هنو عن لبنان.
واكد الدباس، أنه من متابعي فن خالد هنو منذ مشاركة الأخير في معرض فني كبير أقامته القنصلية الفلسطينية في ذكرى نكبه فلسطين العام الماضي، حيث شارك في هذا المعرض حوالي 39 فنان مصري.
وأكد السيد حسام الدباس، أنه علي الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها بلاده، إلا أنهم حريصون علي إيجاد متسع للتعاون الفني والثقافي بين البلدين.
وأشار الدباس، إلى أنه من المقرر أن تقيم القنصلية الفلسطينية بالإسكندرية، احتفاليه تحت مسمي (التضامن مع الشعب الفلسطيني)، وذلك في الثامن عشر من أغسطس الجاري، في مكتبة الإسكندرية، بحضور فرقة فلكلورية من فلسطين. وكذلك حفل آخر في دار الآوبرا بدمنهور.
من جانبه، أكد السفير أسامه خشاب، قنصل عام الجمهورية اللبنانية بالإسكندرية، على سعادته بالتعاون مع الفنان خالد هنو، حيث بدأ هذا التعاون منذ حوالي خمس سنوات، منذ توليه للمنصب، عندما أراد ترميم لوحتين في القنصلية، ومن هنا جاء التعاون بينه وبين الفنان خالد هنو، ثم جاءت الفكرة بدعوته للدكتور خالد لزيارة لبنان، ورسمها في مجموعة لوحات تزين جدران القنصلية.
أضاف القنصل اللبناني، أنه علي مدار خمس سنوات – مدة توليه المنصب -، حرص على مد جذور الثقافة والفن بين البلدين – مصر ولبنان -، حيث شارك في تنظيم عدة فاعليات فنية وثقافية، منهم حفلة للفنانة ماجدة الرومي بمكتبهة الإسكندريه عام 2014، وحفلة أخرى للفرقة اللبنانية (مترو المدينة)، بدار الأوبرا عام 2015.
وأشار خشاب، إلى أنه بالرغم من ضيق الوقت، حيث من المقرر أن يترك منصبه كقنصل عام بالإسكندرية في غضون شهرين، إلا أنه ينتوي المشاركة في عدة فاعليات ثقافية في الأيام المقبلة.
وعن الفنان خالد هنو، تحدث الدكتور محمد هلالي، عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، في تصريح خاص لـ«بوابة الخبر الالكترونية»، قائلا: “خالد هنو حالة فنية متفردة، من خريجي الفنون الجميلة، لأنه استطاع بموهبته وفي وقت قصير، أن يجد لنفسه مكانة في الوسط التشكيلي، ويرجع ذلك إلى أنه لم يترك أعماله الإدارية تؤثر على إبداعه” مضيفاً، أن حياه خالد هنو الفنية مرت بثلاثة مراحل:
الأولي: البحث عن الذات والهويه في الوسط التشكيلي.
الثانية: الوقوف علي استايل خاص به موضوعات تميز أعماله.
الثالثه: مرحله النضج الفني والتي توجتها تجربته مع القنصلية اللبنانية، حيث دمج الدبلوماسية بالفن التشكيلي.
وأضاف دكتور هلالي، أن السفير أسامه خشاب، متذوق وفنان بطبيعته، لأنه أعاد إخراج القنصلية وترميمها من الداخل وتزينها بأعمال فنية مميزة، وكذلك حرص على ترميم مبنى القنصليه من الخارج أيضاً.
وقد أكد الفنان خالد هنو لـ«بوابة الخبر اللكترونية»، على أنه عندما تلقى الدعوة من القنصل بزيارة لبنان كانت مفاجأة، حيث لم يكن يعرف الكثير عن لبنان، وعبر عن سعادته بالزيارة، وبرؤيته لجمال لبنان والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تثير أي فنان، وتحثه على الإمساك بريشته، ونقل هذا الواقع الجميل على لوحات فنية.
كما أبدى الفنان خالد هنو، إعجابه الشديد بالشعب اللبناني، وحبه للحياة، مضيفاً، “أنه بالرغم من تعدد الأيدلوجيات والعقائد إلا أنهم نجحوا في التعايش في وئام وحب”.
هكذا نجح الفن في الامتزاج بالدبلوماسية، منتجاً لوحة فنية عربية أصيلة، معبرة عن جمال وسحر لبنان الشقيقة، وموصلاً رسالة عبر لوحة فنية، أن شعوب هذا الوطن العربي، باقية رغم كل ما تواجهه من تحديات، بقوتها الناعمة المتمثلة في فنانييها الكبار أمثال الرائع خالد هنو ولوحاته المتميزة.