كتبت / بسنت الزيتوني
خلال المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي عُقد اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبمشاركة الأمم المتحدة، لدعم ومساعدة لبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، التزام الأمم المتحدة بمساعدة لبنان وشعبه من أجل تجاوز الآثار الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي خلفها للانفجار.
وقالت نائبة الأمين العام إن “انفجار بيروت يوم الثلاثاء الماضي صدم العالم،” لافتة إلى أنه ومنذ الانفجار، تعمل منظومة الأمم المتحدة على مدار الساعة، وتقدم الإمدادات الطبية، ومستلزمات المأوى والطرود الغذائية، وتساعد في لم شمل العائلات المشتتة.
وأعربت السيدة أمينة محمد عن امتنان الأمم المتحدة للمانحين “الذين مكننا تمويلهم من القيام بكل ذلك.
وقالت إن الدعم المالي الذي تم جمعه في وقت قياسي – ولا سيما من الشركاء الإقليميين – قد أحدث فرقا بالفعل.
“لكن بالطبع هذه مجرد البداية. وهناك حاجة إلى المزيد،” بحسب تعبيرها.
وفيما يلي ترجمة غير رسمية لأبرز ما ورد بكلمة نائبة الأمين العام في افتتاح المؤتمر رفيع المستوى لدعم لبنان:
“دعوني أبدأ كلمتي بإبلاغكم بتحيات الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي طلب مني الإعراب عن تضامنه والتزامه القوي تجاه رفاه الشعب اللبناني. وهو يأسف لعدم تمكنه من الانضمام إليكم اليوم في هذا المؤتمر المحوري.
نحن ممتنون لقيادة شريكنا في تنظيم هذا الاجتماع، الرئيس ماكرون، الذي مكننا من تنظيم هذا التجمع الرفيع المستوى بعد بضعة أيام فقط من المأساة، وهو ما يؤكد شعورنا القوي بالحاجة إلى العمل على نحو عاجل.
لقد صدم انفجار بيروت يوم الثلاثاء الماضي العالم. إذ سويت ضواح بالأرض، وفقد ما لا يقل عن 150 شخصًا أرواحهم، ودُمر جزء كبير من احتياطيات الحبوب في البلاد، وتضررت أو دُمرت ست مستشفيات، وأصبح مئات الآلاف بلا مأوى – وكثير منهم من الأطفال.
إنني أتقدم بتعازيّ لمن فقدوا أحباءهم، وأتمنى الشفاء التام لآلاف الجرحى.
وفوق كل شيء، أتعهد بأن الأمم المتحدة ملتزمة بمساعدة شعب لبنان بكل السبل الممكنة.
منذ الانفجار، تعمل منظومة الأمم المتحدة على مدار الساعة، وتقدم الإمدادات الطبية، ومستلزمات المأوى والطرود الغذائية، وتساعد في لم شمل العائلات المشتتة.
نحن ممتنون للمانحين الذين مكننا تمويلهم من القيام بكل ذلك.
إن الدعم المالي الذي تم جمعه في وقت قياسي – ولا سيما من الشركاء الإقليميين – قد أحدث فرقا بالفعل.
لكن بالطبع هذه مجرد البداية.
وهناك حاجة إلى المزيد…
ستكون لهذا الانفجار آثار اجتماعية واقتصادية عميقة؛ إذ جاء فى وقت كان لبنان يعانى فيه من مصاعب اقتصادية و تفشى فيروس كورونا.
كما وأن لبنان بلد مضيف كريم لمجتمعات كبيرة من اللاجئين.
وإنني أقول لشعب لبنان: إن أسرة الأمم المتحدة هنا من أجلكم و ستقف بجانبكم طوال الوقت.
وإلى كل أصدقاء وشركاء لبنان الكثيرين: نعتمد أنا و الأمين العام على تجمعكم معا و تقديم كل الدعم المالى و المادى
والسياسى قدر المستطاع .
شعب لبنان بحاجة إلى إعادة البناء.
ويجب أن نركز دعمنا على أربعة قطاعات ذات أولوية – الصحة، والغذاء، وإعادة تأهيل المباني، وإصلاح المدارس.
ويجب أن نتذكر أيضا أهمية قيام حكومة لبنان بتنفيذ الإصلاحات التي من شأنها أن تلبي احتياجات الشعب اللبناني على المدى الطويل.
إن الشعب اللبناني يستحق مستقبلا مستقرا وآمنا.
بالعزم و الإصراروالتضامن، يمكننا مساعدتهم على بلوغ تلك الغاية التي طال السعي إليها. ”
كلمة نائبة الأمين العام في ختام الاجتماع:
“باسم الأمين العام، أكرر الإعراب عن تقديرنا للرئيس الفرنسي ماكرون على المشاركة في عقد هذا المؤتمر الهام حقا.
وأشكر القادة هنا اليوم على دعمكم للبنان، وأحث جميع القادة الآخرين على الانضمام إلينا في التضامن.
لقد دمرت مدينة بيروت وأهلها.
وقد استجاب العالم، وهو يقف إلى جانب لبنان حكومة وشعبا. إذ تم تخصيص موارد كثيرة لتلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني.
وفي خضم وباء “كوفيد-19″ الذي يؤثر على العالم بأسره، يثلج صدورنا هذا التضامن والدعم، ويعيد التأكيد على الروح التي تأسست بها الأمم المتحدة قبل 75 عاما.
وهناك حاجة الى المزيد لضمان أن يتمكن لبنان من التعافي بشكل أفضل من هذه المأساة.
وسيواصل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية رصد الحالة والاحتياجات الإنسانية على أرض الواقع، في حين سيواصل فريقنا القطري التابع للأمم المتحدة العمل مع البنك الدولي والشركاء الآخرين لدعم إعادة الإعمار على المدى الطويل والتعافى .
وفي الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، دعونا نلتزم بالحفاظ على التركيز على احتياجات لبنان وشعبه، بما في ذلك اللاجئون العديدون الذين يستضيفهم البلد بكرم وسخاء. فلنواصل الوقوف جنبا إلى جنب مع شعب لبنان وهو يرتقى إلى مستوى هذا التحدي الأخير.
ويمكنكم الاعتماد على الأمم المتحدة.”