كتب / اسلام حافظ
غابريال شانيل .. الشهيرة بكوكو، مصممة العطر الشهير ( #كوكو_شانيل ) …. قد لا يعرف الكثيرين معلومات حقيقية عن حياتها، فهى المرأة المتحررة، التى اثقلتها تجارب الحياة المختلفة، حيث عاشت معاناة طويلة، مهدت لها الطريق، لتتبوأ مكانة تزداد تألقا كلما مر عليها الزمان.
يقول الكاتب كوليت ” إذا كان كل وجه إنساني يحمل شبها لبعض الحيوانات، فالآنسة شانيل هي ثور أسود صغير، تلك الخصلة من شعرها الأسود المجعد وسمة من الثور العجول، تقع على جبينها ومن ثم على جفونها حيث ترقص مع كل مناورة من رأسها.” حيث ظهر ذلك في “السجون والجنة”(1932).
ولدت غابرييل شانيل في عام1883 من أم عزباء غير متزوجة تدعى أوجيني جين ديفولا والتي تعرف بـجين امرأة الغسيل وذلك في مستشفى خيري تديره “راهبات العناية الإلهية” في سومور، مين-إي-لوار، فرنسا. فهي كان الابنة الثانية لجين مع ألبرت شانيل وهي الابنة الأولى وتدعى جوليا حيث ودلت قبل أقل من العام الماضي. كان ألبرت شانيل بائع شوارع للمتوجلين الذي روجتها ملابس كلا من العمل والملابس الداخلية للذين يعيشون حياة بدوية والسفر من وإلى بلدان السوق، فكانت تقيم الأسرة في المساكن المتهدمة. تزوج ألبرت بجين ديقولا في عام 1884 محاولا اقناع عائلتها بذلك حيث كانوا متحدين على نحو فعال ليدفعوا لألبرت مقابل زواجها به. سُجل اسم شانيل عند ولادتها بـ”تشانسيل” كسجيل رسمي حيث كانت جين غير راضية تماما ومع غياب كل من الوالدين كان هناك خطأ إملائي في اسم العائلة وربما ذلك بسبب خطأ كتابي. فكان لدى الزوجان خمسة من الأطفال الناجين – صبيان وثلاث فتيات – الذي عاشوا تحت سقف غرفة واحدة مزدحمة في بلدة بريف-لا-غايلارد.
توفيت والدت غابرييل بسبب التهاب شعبي وهي في عمر 32 عندما كانت غابرييل في عمر الـ12. وقام والدها بإرسال أبنائه الذكور إلى الخارج للعمل كعمال مزارع وبناته الثلاثة إلى ملجأ الأيتام “أوبازيتي” مدينة كوريز في وسط فرنسا والذي كانت تتضمن أجلا دينيا ” جماعة قلب مريم المقدسة” الذي قد أُسس لرعاية الفقراء بما في ذلك تشغيل المنازل للفتيات المتخلى عنهم واليتامى، فقد كانت حياة قاسية وورخيصة تطالب بالانضباظ الصارم. ولما كانت في عمر الـ18 وهو أعلى من السن القانونوي لـ”أوبازيتي” فقد اظطرت للذهاب للعيش في منزل داخلي مع فتيات كاثوليكيات في بلدة مولان.
الخياطة والحياكة خلال سنواتها الست في ملجأ الأيتام أوبازيني، كانت قادرة على العثور على عمل كخياطة فقد غنت في ملهى يرتاده ضباط سلاح الفرسان ومن ذلك اليوم نجحت شانيل في إنشاء مسرح لها فقد غنت في ملهى يرتاده ضباط سلاح الفرسان وقدمت لنفسها مرحلة الغناء لاول مرة في مقهى الحفل (مكان الترفيه الشعبي في ذاك العصر) في جناح يطلق عليه اسم المؤدين”البهو” ، وكانت من بين فتيات أخريات يطلق عليهن اسم poseuses وهن من أطلقوا الترفيه آنذاك بين الحشد والمنعطفات، فقد تمكنوا من كسب المال عندما رفعت صحيفة بين الجمهور تقديرا لأدائهم، فقد كان ذاك الوقت الذي اقتبست فيه غابرييل اسم “كوكو” استنادا إلى اثنين من الأغاني الشعبية المعروفة “Ko Ko Ri Ko”, and “Qui qu’a vu Coco”، أو كان إشارة إلى كلمة فرنسية تعني cocotte. خطفت شانيل الأضواء من ذلك الحين كفنانة مقهى وأشعت الأحداث لمشاركي العسكر للكاباريه.
في عام 1906 كانت تعمل شانيل في منتجع سبا التابع لفيشي ،وكان وفرة الحفلات الموسيقية والمسارح والمقاهي حيث أعربت الأمل في تحقيق النجاح كفنانة فأدى شبابها ووجسدها الفاتن إعجاب الكثير من الحضور، ولكن كان لها صوت هامشي في الغناء مما أدى إلى فشلها في مجال المسارح. فقد أجبرت على على العثور على عمل في ذلك الحين حيث عملت في “Grande Grille” كواحدة من الإناث المسؤولين عن توزيع أكواب المياه المعدنية وهذا ماعرف عن فيشي. وعند انتهاء موسم الفيشي عادت شانيل إلى مولان وإلى وكرها السابق”البهو”. أدركت بعد ذلك أن مرحلة المهنة الجدية لم تكن في مستقبلها أبدا.
قابلت شانيل ظابط الفرسان السابق الفرنسي ووريث النسيج الثري اتيان بالسان وأصبحت عشيقته وهي في عمر الـ 23 بدلا من إيميليان آلانسون حيث أصبحت شانيل المفضلة لديه ، وبعد 3 سنوات عاشت معه في قلعته Ryoallieu بالقرب من كومبيين وهي منطقة معروفة بمساراتها الفروسية المشجرة والحياة المؤرقة، فكان نمط حياة مغمور بالملذات حيث سمحت ثروة بالسان ووقت فراغه برعاية اجتماعات توفر المتعة في الحفلات وإرضاء شهوات الإنسان، وبالرغم من كل الانحطاط آنذاك أغرق بالسان شانيل بمحاسن الحياة الغنية والسخاء من فساتين، والمجوهرات ،و اللؤلؤ. أيضا كتب لها كاتب السير جوستين بيكاردي، في دراستها 2010 “الأسطورة والحياة، هاربر كولينز، “: كوكو شانيل يشير إلى أن ابن شقيق مصمم الأزياء أندريه بلاسي أن الطفل الوحيد لشقيقتها جوليا-بيرت الذي انتحر كان في الواقع -طفل شانيل من بالسان.
بدأت شانيل علاقتها الغرامية مع الكابتن أرثر أدوادر كابيل”الصبي” أحد أصدقاء بالسان في عام 1908، وكانت تحكي ذكرياتها طوال ذلك الوقت قائلة: ” كان هناك رجلان من السادة من كانوا يزايدون في الثمن مقابل جسدي كان من ضمنهم كابيل الرجل الثري الأنجليزي من الطبقات الراقية، فهو من ساهم بمبايعة شانيل في باريس ومن مول أول أعمال شانيل في ذاك الحين، فقد قيل أن نمط باسي في كابيل أثرت في تصور مظهر شانيل. وكان تصميم زجاجة شانيل رقم 5 أصول المحتملة اثنين، على حد سواء يمكن أن تعزى إلى حساسيات التصميم المتطور كابيل. ويعتقد شانيل تكييف خطوط مستطيلة، مشطوف من زجاجات الزينة Charvet أنه يحمل في جلد له السفر القضية ، أو أنها تكييف تصميم المصفق ويسكي كابيل المستخدمة؛ أنها معجبة كثيرا وأنها أعربت عن رغبتها في إعادة إنتاجه في “الزجاج رائعة ومكلفة وحساسة”. للزوجين قضى وقتاً معا في منتجعات المألوف مثل دوفيل، ولكن على الرغم من الآمال التي كانت تحملها شانيل لكابيل في الاستقرار معا فهو لم يكن مخلصا لها أبدا ، فقد دامت علاقتهم لمدة 9 سنين ، وفي حين أن تزوج بسيدة إنكليزية ارستقراطية وهي ديانا يندهام في عام1918 فهو لم يقطع اتصاله تمام بشانيل.
وقد بدأت شانيل تصميم القبعات بينما كانت تعيش مع بالسان، ففي البداية كان هذا التحويل الذي تطورت لتصبح مؤسسة تجارية. أصبحت مصصمة قبعات مرخصة في عام 1910 حيث فتحت بوتيك في شارع كامبون 21 في باريس أطلقت عليه اسم “Chanel Modes” الفعل يضم هذا الموقع شركة ملابس راسخة، حيث ازهر مجال شانيل المهني في تصنيع القبعات النسائية في عام 1912 بعد أن ارتدت ممثلة المسارح غابرييل دورزيات في أحد مسرحيات فيرناند نوزييغ “Bel Ami”، حيث عرضت دورزيات بعد ذلك قبعات شانيل تم نشرها في في مجلة تسمى” Les Modes”.
فتحت شانيل بوتيك في دوفيل في عام 1913 بتمويل من كابيل آرثر حيث عرضت ديلوكس عارضة ملابس مناسبة للترفيه والرياضة، وشيدت الأزياء من أقمشة متواضعة مثل جيرسي وتريكو.
ثم افتتحت بوتيك يمكن اعتباره التجسيد المبكر للأزياء في عام 1921 يتميز بالملابس والقبعات والاكسسوارات، وتوسعت بعد ذلك لعرض المجوهرات والعطور، ففي عام 1927 ملكت شانيل ممتلكات خمسة أيضا في شارع كامبون تشمل المباني المرقمة من 23 إلى 31.