بقلم: طارق عرفه -المحامى
ولست من شك ياعزيزى القارىء ان الكتابة هى نفثة فى الهواء نحتاج اليها كثيرا عندما تتزاحم علينا اجواء الرتابة والملل واذا كان الملل وكذلك الرتابة انواع فاننى فى هذا المقام اقصد الرتابة والملل فى الاداء الحكومى فعلى سبيل المثال مؤخرا قادنى حظى العاثر الى الذهاب للشهر العقارى لايداع توكيل جاء لى من خارج البلاد ولاننى سبق لى ان كتبت مقالا بعنوان جحيم فى مصر اسمه الشهر العقارى فاننى كنت مهيىء نفسيا الى اننى ساعانى صعوبة ما ولكن مع ذلك لم يدر بخلدى ان الصعوبة ستكون بتلك القسوه فقررت ان اذهب لعمله بالنادى فاذا بالتعليمات الحكومية للشهر العقارى بالنادى بالعمل ثلاثة ايام فقط فى الاسبوع بدلا من ستة ايام نظرا لعدم وجود موثقين مع ان خريجى الحقوق الذين لايعملون بعشرات الالاف ينتظرون الضوء الاخضر للتعيين ولكن هيهات هيهات ….المهم ونظرا لان الشهر العقارى بالنادى كان مغلقا فقد توجهت لجهة البريد التى قيل انها حلا مناسبا للتخفيف من حدة الزحام وفوجئت ان البريد ليس لديه عمل ايداع للتوكيلات مع ان الامر الكترونيا سهل وبسيط للغاية ….على العموم كان الواجب ان اكون اكثر تصميما وبالفعل توجهت للمركز الرئيسى وكلمه حق تقال انه مجهز الكترونيا بنظام مماثل لنظام البنوك واخذت رقم 122 وتفحصت عدد الشبابيك فوجدتها ثمانيه وبحسبة بسيطة توقعت ان انتهى من هذا الامر فى خلال ساعتين ونصف الساعة ولكن هيهات هيهات لقد بدات الامر الساعة التاسعه وانهيته الساعة الثانية والنصف ….نعم خمس ساعات ونصف الساعة من اجل ايداع توكيل والحصول على صورة رسمية منه …..لقد قيل لنا ان التطوير والانجاز والسرعة يستلزم زيادة فى الرسوم وقد قبلنا ذلك مضطرين ولكنه لاجديد فى الامر ….لقد قمنا ياسادة بسداد الرسوم ثلاث مرات فالاولى كانت بالخارج عند اصداره والثانية كانت بمقر الخارجية عند التصديق عليه والثالثة كانت بالشهر العقارى عند ايداعه….ما المطلوب منا اكثر من ذلك ….ان الامر ببساطة ان تلك الشبابيك الثمانية التى ظننت انها تعمل كلها او اكثرها اكتشفت انه لايوجد خلف هذه الشبابيك الا اثنان او ثلاثة من الموظفين والباقى اجازات او غير موجودين لاى سبب ويبقى التساؤل المطروح ماهو فائدة انك تطورت الكترونيا ولكنك لازلت خاملا اداريا ….ماقيمة تجهيز مكان لثمان موظفين عموم بينما الشبابيك خالية من شاغليها عدا اثنان او ثلاثة على الاكثر ……وماهذا السخف عندما تذهب لاحدى المديريات كالشئون الصحية وتتقدم بشكوى مدججه بالقانون والمستندات لتثبت ان هناك خلالا اجرائيا فى ترخيص احدى الصيدليات وتعتقد ان الجهة الادارية ستتحمس لمطلبك وتفتح الملف للتاكد من شكواك ولكن لان السادة الاعزاء الموظفون سيكون الامر مجهد بالنسبة لهم وصعب ووعر لفتح ملف وفحصه ومحصه فان مصير شكواك هى الارشيف وعليك ان تعد العدة مرة اخرى لشكايتهم امام النيابة الادارية مثلا حتى يستفيقوا من غفوتهم …كان فى الماضى يقال عن الموظفون الحكوميون انهم المعذبون فى الارض مع انه فى حقيقة الامر هم المعذبين للناس فى الارض وكلنا يعانى من هذا كله .
ثم ماهو هذا السخف الذى يسمى بوقوع السيستم …تذهب الى شركة المحمول لمشكلة ما فيقال السيستم واقع ..تنتظر ثم تنتظر ثم تنتظر ولكن معالى السيستم لايريد ان يصحو ….تذهب الى هيئة الاتصالات يقولون السيستم واقع …تذهب الى الكثير من الاجهزة المحلية يقول لك الموظف فى شماتة …نعم فى شماته السيستم واقع ….نعم لا انكر دور الدولة فى التطوير الالكترونى ولكن اسف ان اقول ان التطوير الادارى لازال فى الوضع سالنسيه ….هل تتذكرون قائد السيارة عندما يجعل سيارته فى الوضع سالنسيه ويقودها على هذا الاساس…هذا مانمر به الان من سوء تام فى فن الادارة ….الوضع سالنسيه ..الى متى ؟؟…الله اعلم …التجربة اثبت ان التطوير الالكترونى الذى لايواجبه تطوير ادارى وتطوير فى عقول الموظفين العموميين هو معناه انفاق بلا طائل …لابد من حراك ادارى وفعال يجعل السادة الموظفين يفيقون من غفوتهم علينا التحرك والانتقال من الوضع سالنسيه والا فالعواقب سيئة وتزداد بالناس رهقا ….افيقوا من الوضع سالنسيه…