كتبت – دنيا على
قد يظن البعض أن الفنون لا تستطيع أن تحرك ساكنًا في الحياة السياسية، ومن الصعب أن تصل إلى الحكام وتتحكم في قراراتهم، لكن الأحداث تُظهر عكس ذلك تمامًا. ومن بين تلك الأحداث التي هزّت العالم حكاية مغنية أوكرانية تُدعى “جمالا” استطاعت أن تستفز مشاعر الرئيس الروسي بوتين من خلال أغنية، ما تسبَّب في إلغاء حفلها المقرَّر عقده في بيلاروسيا الشهر الحالي.
بدأت معاداة “جمالا” بعد الازمه السياسية التي فجرتها بسبب أغنيتها “1944”، والتي عرضت فيها حكاية تهجير أبناء شعب القرم بأوامر من ستالين، وقد فازت هذه الأغنية بالمركز الأول في مسابقة “يوروفيجن 2016” التليفزيونية بمدينة ستوكهولم، ما تسبَّب في غضب حاشد من الشعب الروسي ودول الاتحاد السوفييتي ضد أوكرانيا.
وفور الاعلان عن مشاركة الأغنية بالمسابقة تعالت الأصوات المندِّدة من الكرملين، متهمة كييف باختيار جمالا عمدًا من أجل الإساءة إلى روسيا ، كما هاجم سياسيو موسكو منظمي المسابقة الذين- بحسب تعبيرهم- “يجب أن يحترموا شروط المسابقة التي لا تسمح بأغان ذات أهداف سياسية”.
جمالا، التي تبلغ من العمر 32 عاما، مغنية أوبرا وجاز، واسمها الأصلي هو سوزان جمالدينوفا، تعيش في كييف منذ احتلال الروس للقرم عام 2014، وعلّقت على هذه الاتهامات بالقول إن أغنيتها “لا تحمل أهدافًا سياسية”، وإنها تروي “مأساة جَدّتها التي هُجرت عن ديارها مع أبنائها”.
وقد اندلعت ازمه القرم مجددًا بعد سبعين عامًا، لكن هذه المرة بين روسيا وأوكرانيا عام 2014، عقب انقلاب فبراير 2014 على السلطة الشرعية في أوكرانيا، وجرى استفتاء في شبه الجزيره للاستقلال والانضمام إلى الاتحاد الروسي، والذي حسم بأغلبية ساحقة، ما دفع الغرب إلى فرض عقوبات على روسيا لا تزال مستمرة حتى الآن.