شهدت الإسكندرية على مدى اليومين الماضيين فاعليات المؤتمر الدولى “التراث المختفى تحت البحر تحت الارض بين المبانى” والذى ينعقد فى إطار فاعليات البينالى الدولى الرابع للترميم المعمارى والحضرى والمنعقد بمتحف الفنون الجميلة، وتنظمه المؤسسة الثقافية المصرية الإيطالية بالتعاون مع المركز الدولى للحفاظ على التراث فى فلورانسا – ايطاليا.
وعلى مدى عدة شهور سابقة تلقت إدارة البينالى مشاركات فى الموتمر من الدول المشاركة ، هذا وجاءت أكبر مشاركة بأوراق بحثية ومشاريع معمارية من مصر حيث شاركت 19 ورقة بحثية و15 مشروع معمارى وأثرى من مختلف الجامعات المصرية فى القاهرة والإسكندرية والعديد من المحافظات.
هذا ومن أبرز المتحدثين والمشاركين بالمؤتمر رئيس البينالى البروفسيرة نينا افراميدو أستاذ العمارة بجامعة فلورانسا، البروفسير ايزيوا جودولى العميد السابق لكلية العمارة بجامعة فلوانسا، كما شارك فينشنسو سابينسه رئيس قسم العمارة بجامعة كاتنيا، ومن تونس حضرت بروفسير ليلى قمر أستاذ العمارة بمدرسة الهندسة والتخطيط العمرانى بتونس، والبروفسير تينا ويك أستاذ العمارة بالمعهد الملكى باستكهولم.
هذا بالإضافة للمتحديثن من أستاذ العمارة من مصر ا.د سهير حواس أستاذ العمارة بهندسة القاهرة، وأ.د طارق نجا أستاذ العمارة بالجامعة الامريكية ، وا.د دليلة الكردانى استاذ العمارة بهندسة القاهرة، وا.د جليلة القاضي استاذ العمارة بالجامعة الفرنسية ود محمد عبد المجيد مدير العام لقسم الاثار الغارقة، بوزارة الاثار.
هذا وقد تم خلال افتتاح المؤتمر تكريم أحد المشروعات الناجحة فى مجال الحفاظ على التراث، حيث رشحت المؤسسة المصرية الإيطالية مشروع القاهرة الخديوية باعتباره من أبرز المشروعات التى نجحت فى ترميم وإستعادة التراث المعمارى وسط القاهرة الخديوية، وقد قامت إدارة البينالى الإيطالى بتكريم اسم ا.د سهير حواس عن جهدها العلمى والعملى فى مشروع القاهرة الخديوية، كما تم تكريم اسم كريم الشافعى من شركة الإسماعلية كنموذج لقطاع الاعمال الإستثمارى الذى يحافظ على المبانى القديمة من الهدم ويعمل على إستعادتها وإعادة تشغيلها.
وقد أوضح علي سعيد مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية أنه متحف تابع لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وهو متحف خدمي من الدرجة الأولي حيث يقيم فعاليات فنية وورش وندوات وحفلات موسيقية، وللمتحف تاريخ كبير جدا منذ نشأته عام 1904 وهو منصة ثقافية بالإسكندرية نحاول من خلاله المشاركة في نشر الوعي، لهذا شرفنا بإستضافة مؤتمر البينالي الدولي الرابع والتعاون مع المؤسسة الثقافية المصرية الإيطالية”.
وصرحت دكتورة أيات الميهي مدير المؤسسة الثقافية المصرية الإيطالية أن “عنوان المؤتمرالتراث المختفى تحت البحر تحت الارض بين المبانى وبالتالي فهو مطبق تماما علي مدينة الإسكندرية لما تملكه من أثار تحت البحر وتحت الأرض لأن الإسكندرية كاملة تحت الأرض وبين المباني وهذا مانعاني منه ونسعي للحفاظ عليه، ولهذا فكل شروط المؤتمر تنطبق علي مدينتنا ومنها جاءت الفرصة لمرور هذا الحدث العظيم من خلالنا”.
وأكدت الميهي أن “إستضافة الإسكندرية لمؤتمر العودة للجذور والتوأمة بين الإسكندرية وقيرص واليونان يجعل من مهمة البينالي أكثر أهمية لأن الإسكندرية يونانية الهوي وأسسها الإسكندر الأكبر مما يجعل حرص اليونان وإيطاليا عليها كمدينة سياحيه يدعموها دائما بأن يتعمق هذا التعاون لأبعد مدي”.
ايضا تضمن المؤتمر عدة مشاريع مقدمة من باحثين شباب فى مجال الحفاظ على التراث السكندرى وإعادة أستغلاله حضاريا واقتصاديا.
وعلقت دكتورة هناء موسي مدرس بالمعهد العالي للهندسة بأكاديمية الشروق بالقاهرة، أن إقامة مؤتمر البينالي بالإسكندرية حدث رائع لأن الإسكندرية ينطبق عليها كافة جوانب المؤتمر، كما أن الإسكندرية كمدينة تحتاق لتسويق ثقافتها وتراثها سواء المبني الملموس (المادي) أو الثقافة والتراث الغير مرئي (المعنوي)، فهي مدينة متعددة الثقافات والجنسيات سواء من اليونان أو إيطاليا، لهذا يعد المؤتمر خطوة مهمة لوضع الإسكندرية على الخريطة السياحية بين دول البحر الأبيض المتوسط علي الأقل لأنها خط سير البينالي”.
وأوضحت هناء موسي أن مشاركتها بورقة بحثية مع الدكتورة هايدي شلبي بخصوص الإستراتيجية التي تخص القوانين الموضوعة بخصوص إضافة بعض القيم والتنيظم للقوانين سنكتشف إمكانيات المجتمع نفسه وقدرته علي التحليل والإبداع بالمباني الأثرية والتراث لأن المصريين يتمتعون بإيجابية وإبداع في التعامل مع التراث، لأنهم يمتلكون الروح التي يحللون بها ما يرون من تراث، ولكن لابد من توفير المعطيات والإمكانيات اللازمة للمجتمع حتي يتمكن من القيام بدورة في الحفا علي هذا التراث بل ودعمه وتسويقه أيضا”.
وأشارت موسي إلي ضرورة الإهتمام بالجوانب والقيم الإقتصادية والإجتماعية بالمجتمع عامة والمحيط بالمباني التراثية خاصة حتي يتثني لهم الوقت لمعرفة قيمة المكان والمباني التي يسكنها وحتي يستطيع أن يفتخر بكل هذا التراث وذلك ليعي أهمية إدراك مبني معين ضمن القوائم الأثرية لا يلجأ المواطن إلي التظلم، فنجد أن كافة القوانين والمواثيق الدولية تؤكد على ضرورة مشاركة المجتمع في القرار والرؤية وأختيار الأماكن الأثرية وأن تعود عليه فائدة من هذا كله، فالأمر لا يقتصر فقط على محاضرة أو ندوة نلقيها على المواطنين وننتظر منهم الإستجاب.
وأكدت أن السائح الذي يأتي إلي مصر يرغب في أن يري حاضر المنطقة الأثرية وماضيها ولا يفصل الحاضرعن الماضي، لهذا لابد من تصحيح الجو العام المحيط بالمناطق الأثرية والتوراثية عامة لنصل لأفضل نتائج، لهذا أتمني أن يتم ضم مجموعة القواعد والقوانين الدولية الخاصة بهذا الإطار إلي قوانينا لنصل لنتائج مبهرة جدا بإذن الله.
وفى نهاية المؤتمر تم تكريم المؤسسة الثقافية المصرية الإيطالية بإعتبارها أفضل المدن فى تنظيم البينالى فى دورته الرابعة، وذلك بجهودهم الذاتية.
تقرير : شيماء طه