رواية ملاك في الجحيم – بقلم يا سمين علام
الفصل السادس
… سراب أسود اللون يدخل إلى الحجرة .. وقفت وظلت تتراجع حتى التصقت بباب الدولاب الخاص بها، ومازال السراب يقترب منها .. فقررت أن تذهب وتخرج من الحجرة، ولكنها رأت قلادتها التي وضعتها على الفراش، فأسرعت تجاه القلادة .. وأخذتها ولكن السراب اقترب منها كثيراً .. فوقفت ضامه تلك القلادة إلى صدرها .. وأخذت تصرخ بشدة.
سمعت أمينه صراخ رحمه .. فصعدت إلى غرفتها وفتحت الباب .. وجدت رحمه تستند بظهرها علي الجدار الملاصق للسرير .. وهي تغمض عيناها وتضم القلاده بشدة.
أمينه: رحمه .. مالك يا بنتي؟!
رحمه: ………..
أمينه وهي تضع يدها علي رحمه: بنتي.
رحمه أخذت تصرخ: ابعد عني .. ابعد عني.
أمينه: اهدي يا بنتي .. انا داده أمينه.
رحمه وهي تبكي: داده .. وقامت باحتضانها: أنا خايفه يا داده.
أمينه: فيه إيه يا بنتي؟ رعبتيني.
رحمه: مش عارفه يا داده .. أنا طلعت من الحمام .. وفجأة لاقيت سراب أسود داخل للأوضة من البلكونة بتاعتي .. ولاقيته بيقرب مني .. وكانت السلسله بتاعتي علي السرير .. روحت جريت خدتها .. وكان بيقرب مني جداً .. حضنت السلسله وصرخت وبس!
أمينه: يا بنتي دي تهيؤات.
رحمه: ورحمه ماما مش تهيؤات.
أمينه: طب فين السراب الأسود ده؟! أنا معاكي اهو استني أروح أشوف حاجة في البلكونة.
رحمه: داده .. متسيبينيش يا داده .. انا خايفه.
أمينه: اقعدي انتي بس يا بنتي .. وانا هشوف اللي في البلكونة ومتخافيش.
رحمه وقد جلست علي فراشها تبكي بينما ذهبت أمينه إلى الشرفه.
أمينه: مفيش حاجة يا بنتي أكيد كان بيتهيقلك.
رحمه: لا والله أبداً.
أمينه: خلاص .. استريحي يا رحمه .. وانا هفضل جنبك لحد ما تنامي.
رحمه: أيوة يا داده .. خليكي جنبي.
ظلت أمينه بجوار رحمه في فراشها حتي غلبها النعاس .. ونزلت إلى الأسفل لتجهيز الطعام.
في اليوم التالي .. استيقظت رحمه من نومها .. وتذكرت ما حدث بالأمس .. فأخذت تحدث نفسها .. هل فعلاً ما رأته حقيقه أم خيال؟!
رحمه لنفسها: يارب ساعدني يارب.
ارتدت ملابسها .. ونزلت للأسفل .. وجلست مع والدها لتناول الفطور.
محمد: إيه اللي حصل يا بنتي.
رحمه: مش عارفه والله يا بابا.
محمد: إحكيلي.
رحمه: فجأه لاقيت يا بابا سواد بيملى الأوضه .. ولما جريت وخدت السلسله حسيته بعد عني.
محمد: اها .. طيب عامة متقلعيش السلسله دي تاني .. فاهمة؟ واما تخلصي الشاور بتاعك تلبسيها على طول فاهمه؟
رحمه: حاضر يا بابا .. فيه حاجة يا بابا؟!
محمد: لا مافيش .. انا همشي.
رحمه: مع ألف سلامه يا بابا .. توصل حضرتك بالسلامه.
محمد: أمينه .. تعالي عايزك.
انصرف محمد مع أمينه إلى خارج البيت وظلا يتحدثان كثيراً.
بعد الانتهاء دخلت أمينه إلى رحمه التي انتهت من طعامها وظلت شاردة الذهن.
أمينه: مالك يا بنتي إيه اللي شاغل بالك؟
رحمه: ………..
أمينه: رحمه .. مالك يا بنتي.
رحمه: هه … تفتكري بابا قصده ايه لما قالي البسيها ومتقلعيهاش أبداً؟!
أمينه: قصده إن ربنا اللي بيحمي .. ومادمت انتي شايله اسم ربنا فربنا هيحميكي.
رحمه: ماشي يا داده .. انا هروح اسقي الورد اللي في الجنينه.
أمينه: ربنا يحميكي يا بنتي.
انصرفت رحمه إلى الحديقه الخاصه بالبيت .. وأخذت تروي الورود والأشجار .. إلى أن سمعت صوت طارق.
طارق: الورد بيسقي الورد.
التفتت رحمه لتري طارق أمامها.
رحمه: هه … انت إيه اللي جابك هنا؟
طارق: جاي أرد الزيارة.
رحمه: لو سمحت امشي.
طارق: مش همشي يا رحمه .. وانا جاي علشان عايزك في موضوع مهم.
رحمه: مافيش بينا مواضيع .. واتفضل برة بقي لو سمحت.
طارق: مش هتفضل إلا اما تسمعيني يا رحمه.
رحمه: خير وبسرعه.
طارق: بسرعه؟ طب مش تناديلي بابا علشان اتكلم معاه قدامك.
رحمه: بابا مش هنا.
طارق: طب بابا فين؟ عايز اقابله.
رحمه: في المكتب بتاعه.
طارق: طيب اديني العنوان.
رحمه: ليه؟
طارق: قوليلي بس العنوان عايز اقابله.
رحمه: طيب خد العنوان اهه ……….
طارق: ألف شكر يا زهره حياتي.
رحمه وقد احمرت وجنتاها: يلا مع السلامه.
طارق: طيب طيب متزقيش.
انصرف طارق .. وظلت رحمه شاردة الذهن .. وأخذت تفكر كثيراً في سبب طلب طارق لعنوان مكتب والدها.
ولكنها استطاعت أن تخرج من شرودها .. وأخذت تعتني بالزهور والورود الموجودة في الحديقه.
ذهب طارق إلى مكتب محمد.
السكرتيرة: أستاذ محمد .. أستاذ طارق عايز يقابل حضرتك.
محمد: طارق مين؟
السكرتيرة : هو قالي قولي لأستاذ محمد إن أستاذ طارق برة.
محمد: طيب خليه يدخل.
دخل طارق الي مكتب محمد.
طارق: السلام عليكم.
محمد: وعليكم السلام.
طارق: أحب أعرف حضرتك بنفسي .. أنا طارق فوزي .. ماسك شركة فوزي والدي .. وهي شركة كبيرة للمقاولات، وساكن مع والدتي لوحدنا .. وجاي أطلب إيد الآنسه رحمه.
محمد: إيه؟! طب انت شوفت بنتي فين؟!
طارق: بصراحه يا عمي أنا شفت بنتك كذا مرة .. وهي بتسقي الورد.
محمد: انت صاحب الجاكيت والكوفيه؟
طارق: أيوة.
محمد: للأسف طلبك مرفوض .. معنديش بنات للجواز.
طارق وهو يشعر بالصدمه: إيه؟! ليه يا عمي؟!
محمد: من غير ليه .. معنديش بنات للجواز.
طارق: بس انا بحب بنتك يا عمي.
محمد وقد صاح غاضباً: معنديش بنات للجواز.
طارق: بس انا مش هستسلم يا عمي .. عن إذنك.
محمد وهو يلقي بالاوراق الموجودة علي المكتب: ده اللي أنا خايف منه .. علي آخر الزمن أرمي بنتي .. اهو دا اللي كان ناقص .. ولمين؟ للبيت اللي كان السبب في موت مراتي!
انصرف محمد من المكتب.
محمد: لو فيه قضايا جات قوليلهم الأستاذ جاله ظرف طارئ ومشي.
السكرتيرة: حاضر يا فندم.
انصرف محمد باكراً .. وعاد إلى المنزل .. فوجد رحمه تشاهد التلفاز.
رحمه: حبيببي بابا جيه بدري.
محمد: انتي تعرفي واحد اسمه طارق؟!
رحمه بصدمه: اه جيه النهاردة، وقالي عايز عنوان مكتب حضرتك، واديتله العنوان.
محمد: عارفه كان جاي ليه؟
رحمه: لا والله يا بابا.
محمد: جاي علشان يتجوزك.
رحمه بصدمه: إيه؟! والله ما قالي.
أمينه وقد وقع من يديها المشروب الذي أعدته لرحمه: يا نهار اسود.
محمد: جايلي علشان أبيع بنتي وأحطها بايدي في النار.
رحمه: اهدى يا بابا .. خلاص نرفضه.
محمد: انا رفضته بس شكله هييجي تاني.
رحمه: متزعلشي نفسك يا بابا.
محمد وهو ينادي علي أمينه: أمينه مش أنا قولتلك الصبح رحمه متعتبش برة البيت؟!
امينه: حصل يا بيه والله.
محمد: رحمه .. انتي شوفتيه فين؟
رحمه: جالي هنا يا بابا البيت .. وقالي هاتي عنوان مكتبك.
محمد: ودخل هنا كمان؟!
رحمه: خلاص يا بابا متزعلش نفسك.
محمد: اما نشوف هتسمعي كلامي ولا لأ.
رحمه: هسمعه .. والله هسمعه .. بس اهدى يا بابا .. الله يخليك .. انا ماليش غيرك بعد ربنا.
جذب محمد رحمه الي حضنه وعيناه ممتلئه بالدموع: مش هسيبك تموتي يا رحمه.
رحمه: ربنا يخليك ليه يا بابا.
أمينه: اتفضلوا يا جماعه علشان انا جهزت الغداء .. واهى فرصه تتجمعوا مع بعض.
محمد: يالا يا رحمه.
توجه الجميع إلى غرفه الطعام وانتهوا من تناول الطعام .
توجهت رحمه الي داده أمينه داخل المطبخ.
رحمه: داده هو بابا طلب منك ان انا ممشيش من البيت هنا؟
أمينه: ايوة يا بنتي كان خايف عليكي.
رحمه: ماشي يا داده بس اقولك علي سر؟
أمينه: قولي يا حبيبه قلب داده .. سرك في بير.
رحمه: انا حاسه ان طارق كويس يا داده.
أمينه: كويس لنفسه يا بنتي .. بس احسن حاجه نبعد عن الشر ونغنيله.
رحمه: ماشي يا داده.
تركت رحمه داده أمينه .. وصعدت إلى غرفتها .. سمعت شئ قذف إلى شرفتها…
فتحت الشرفه فوجدت حجر محاط بورقه .. قامت بفتحها وجدتها رسالة من طارق…
طارق: رحمه انا روحت لباباكي .. نفسي اعرف رفضني ليه وزعق لما عرف ان انا ساكن في البيت اللي قدامكم! عامه انا مش هستسلم .. وهفضل ورا باباكي لحد ما يوافق .. واعرفي ان انا مش هسيبك يا رحمه .. انا بحبك فاهمه يعني ايه بحبك؟ وياريت تقابليني بكرة الساعه 6 عند البستان.
اندهشت رحمه من تلك الرسالة .. ومن ذلك الإصرار الذي تراه .. ونظرت إلى الأسفل .. فرأت طارق يقف في الأسفل.
دخلت رحمه إلى الغرفه .. ولكنها عزمت علي ألا تذهب إلى طارق في الغد .. فوالدها أفضل مما في قلبها.
في اليوم التالي…
مر ذلك اليوم كعادته علي رحمه ما بين المنزل والحديقه.
من جانب طارق .. أخذ يترقب الساعه السادسة حتي يرى رحمه ويتحدث إليها…
ولكنه انتظر كثيراً .. حتي قاربت الساعه التاسعه ولم تأتي…
فأخذ يردد في نفسه: بكرة هشوفك يا رحمه .. بكرة هشوفك .. لو فاكرة ان انا ممكن اتنازل عنك يبقي بتحلمي .. انتي حبيبتي ومش هتنازل عنك.
في اليوم التالي…
استيقظت رحمه وتناولت فطورها وذهبت إلى الحديقه .. وما هي إلا دقائق حتي سمعت صوت طارق .. فانتفضت، ولكن طارق أسرع فجذب رحمه إلى خلف البيت…
طارق وهو يمسك بذراع رحمه: مجيتيش ليه امبارح؟
رحمه: لو سمحت سيبني امشي.
طارق بعصبيه: مجيتيش ليه؟ انتي مش فاهمه إن أنا بحبك؟
رحمه: عايزة امشي .. عايزة امشي .. انت عايز إيه دلوقتي؟!
طارق: علشان اعرف منك .. باباكي رافضني ليه؟
رحمه: روح اسأل بابا.
طارق: انا عايز اعرف منك.
رحمه بانفعال: عايز تعرف ايه؟ ان بيتكم كان سبب وفاة ماما الله يرحمها؟!!!
… انتظرونا في الفصل السابع،،،
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس