ساركوزي ولافش كيري وياختاي
صديقي دانيال دي لويس:
انتظرت فترة بعد انتهاء حفلة الأوسكار حتى أعاود إرسال الرسائل إليك، كنت أظن أنك عندما تعلن اعتزالك للفن ستعلنك لجنة التحكيم الخاصة بجوائز الأوسكار فائزاً بها، لكن ليس لديكم هذا الحس التكريمي أو الوفاء لأحد أيقونات عالم هوليود.
أعلم الآن أنك في أجازة نقاء لتحدد خطوتك المقبلة بعد اعتزال عالم التمثيل، وكعاشق لك أتمنى لك كل التوفيق، وكمتيم بك أعلن أن أي خطوة ستأخذها سأكون من أوائل الداعمين لك.
وبالحديث عن الدعم -أقصد هنا المساندة وليس دعم السلع التمونية من قبل الحكومة- كيف رأيت ما يحدث من بعض الشخصيات العامة بفرنسا وتوقيعهم على ميثاق يطالبون به حذف بعض آيات القرآن الكريم؟!
المثير في الأمر لعقلي البائس أنهم جمع أو جرمأ (مصطلح مصري بحت يقوله الأب عندما ينهي الغداء ليطالب بجرمأ شاي، وحتى الآن لم يحدد مقداره؛ فلدى البعض عبارة عن مج أو اثنين أو ثلاثة من الشاي الأحمر) من الشخصيات العامة التي لها وزنها بالمجتمع الفرنسي والأوروبي بل والعالمي، وعلى رأسهم رئيس فرنسا السابق ساركوزي!
ذلك الجرمأ الذي خرج بمظاهرات تنديد يؤكد فيها أن ما يحدث في فرنسا من أعمال إرهابية سببه آيات الكتاب المقدس الخاص بالإسلام وتفسيرها الذي يدعو -من وجهة نظره- للعنف، وخاصة ما يتعرض له يهود فرنسا من اضطهاد واضح من قبل مسلمي فرنسا.
من هذا المنطلق علينا أن نسأل أنفسنا هل نمتلك الحق بأن نعدل أي نص إبداعي سواء كان رواية أو قصة؟
وإذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا إذا لا نحذف شخصية شيلوك من مسرحية “تاجر البندقية” لشكسبير، أو نطالب المسلمين بحذف الأبيات المسيئة لخاتم المرسليين وأشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلى الله عليه و سلم- بكتاب الكوميديا الإلهية؟!
الإساءات فى الفكر الفرنسي للإسلام كثيرة، وإذا خرج كل عشرة أشخاص في مظاهرة للمطالبة بتعديل أو تجميد أو حذف شيء منها؛ فأعتقد أن الأدب الفرنسي سيتبقى منه الفتات.
بغض النظر عن هذا أو ذاك، ألا يعد مجرد توجيه السؤال للمبدع “لماذا كتبت هذا أو لماذا اخترت هذه الصياغة” هجوم سافر على فكره؟ فما بالك بنصوص مقدسة ملك لأمم بأجمعها منذ أن وجدت وصولا لهذا اليوم؟!
كي لا يفهم البعض حديثي على أنه دعوة للأصولية وعدم تجديد الخطاب الديني؛ فشتان بين الدعوة لتجديد الخطاب الدينى والدعوة لتعديل أو تجميد أو حذف نص مقدس.
فتجديد الخطاب الديني هو إعادة تصويب لتفسير النصوص الدينية لتناسب هذا الزمن، أما ما طالب به كريم شانتيه المجتمعَ الفرنسي فهو ضرب من الخبل ونوع من العته وشيء من السفه، ولك أن تطلق عليه أي مرادف لأي مرض عقلي.
لذا سأصير ناكراً أو جاحداً إذا لم أعترف بأن الأعمال الإرهابية صارت ملاصقة للإسلام؛ فهو يقتل أو يضرب أو يفعل أي جرم وحنجرته لا تتوقف عن ترديد الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوله، وحي على الجهاد! لكن الاقتراب من أي نص إبداعى جرم، فما بالك بكتاب مقدس مُنزل من عند الله؟!
صديقك البائس زكريا حجاج.
الخميس, أبريل 25, 2024
آخر الاخبار
- سلة زعيم الثغر تواجه الزمالك في قبل نهائي كأس مصر يوم 30 إبريل الجارى
- مجلس الصيد يكرم فريق مواليد ٢٠٠٩ لكرة القدم
- مصيلحى ينظم رحلة للجماهير لاستاد البرج
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الإسماعيلى بإستاد برج العرب
- سموحة جاهز لمواجهة بلدية المحلة الهداف احمد على امين يبحث عن فرصة للمشاركة
- اطلاق اسم السباح نبيل الشاذلي علي مجمع حمامات السباحة بالنادى الاوليمبى
- فيوتشر يتخطى فاركو بهدفين ويصعد للمركز الثامن
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١