مضي وقت طويل لم أمسك بقلم لأسطر به موضوع ما يجول بخاطري ، و كلما أردت أن أكتب في موضوع ما أنشغل و يهرب الموضوع أو الفكرة إلي أن ناداني قلمي و سمعته يسألني .. ما بك يا صاحبي ؟
إحترت في الجواب ، فقد شعرت أنه إفتقدني ، إلا إنني صارحته بأن الأفكار مشتته و لا أعرف كيف أبدأ ، بهذه الفكرة أم بتلك و أنني غير راضٍ عن نفسي و أن نفسي متعبة مثقلة فإن هذه الفترة التي إبتعدنا فيها عن بَعضُنَا هي أصعب و أثقل ما كنت أتخيل ، و شكوت له فكان نعم الصديق إذ قال لي لا بأس يا صديقي هون عليك ألسنا بأصدقاء ؟ قلت بلي . فقال خذني إلتقطني إبدأ بما تشاء فأنا معك و لا تبالي ، و دعني أنطلق لا تفكر و ترهق نفسك . دعني أكتب عن نفسي ، نعم عن نفسي أنا القلم .
يا لها من فكرة إستهوتني أن أدعه يكتب عن نفسه دون تدخل مني ، تري ماذا سيكتب ؟
إليك يا صديقي .. لست بحاجه أن أعرّف نفسي فأنا قلم قد أكون من الرصاص أو من الحبر الجاف أو السائل و قد أكون قلم ألوان ، كإختلافك أنت يا إنسان فمثل أن تعدادك بالمليارات أنا أيضاً تعدادي بالمليارات ، و قد أكون رفيقك منذ صغرك و نعومة أظافرك يا إنسان . لا تستطيع التخلي عني فأنا معك أينما كنت ، قد لا تحتاجني و لكني معك و لو لم أكن معك في وقت ما فستجد نفسك تسأل عني إنسان آخر و تستعير قلمه ، أليس كذلك ؟!
أنا صديق وفِي و مطيع في يدك تسطر و تكتب ما تشاء وقت ما تشاء و أسعد لحظات حياتي عندما أكون ألوان في يد طفل يلون بي سواء علي ورقة أو حتي علي الحائط ، أشعر بسعادة هذا الطفل و هو يلتقطني و يلون لوحة أو حتي يعبث بي ، يا لها من فرحة بالنسبة له و لي .
أنا مهم – ليس كبر مني – فمنذ أن كنت ريشة إلي أن أصبحت متعدد الأشكال و الألوان و الأغراض ، و صنع مني الرخيص الفقير والغالي الغني ، إهتم بي البشر كثيراً و صنعوا لي العلب الفخمة ، إذاً أنا مهم .
تري التاريخ يكتب و يكتب و العظماء و المؤلفون و الكتّاب و الطالب و التلميذ . و تطبع الكتب التي هي في الأصل كانت مسودة كتبت بقلم .
و إليك الأهم ، عندما كرمني و شرفني الولي عز و جل – الله سبحانه و تعالي – و ذكرني في كتابه الكريم في سورة حملت اسمي ” سورة القلم ” ، ألست بمهم ؟!
و لكن .. ما قيمة أن أكتب و تسطر بي الكتب و المؤلفات و الدراسات و لا أَجِد من يقرأ من يفهم من يطور ؟!
إذاً فأنا لست بمهم بمفردي بذاتي ، أنا و أنت يا صديقي نكمل بَعضُنَا بعض ، أنا للكتابة و أنت للقراءة و المعرفة .
هنا قاطعته و قلت له مهلا يا قلمي العزيز لا أستطيع مجارتك في كتابة ما يجول بخاطرك و لكني فهمت رسالتك ، رسالتك التي لا تنتهي بحد و لا تتوقف بتوقف أحد من البشر عن الكتابة ، و الأهم القراءة .
القراءة التي هي حياة و خبرات و مواعظ ، نقرأ لكي نفهم نتعلم ونعلم .
و في النهاية يا صديقي القلم لقد أسعدتني هذه الليلة بلقائك بعد انقطاع و أعدك بأن لا تنقطع العلاقة بيننا خاصة في الكتابة . تصبح علي خير
السبت, أبريل 20, 2024
آخر الاخبار
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الزمالك بإستاد القاهرة
- الاتحاد السكندرى يتصدر الدوري بفارق الأهداف
- حل فزورة فريش اليوم الأحد 21 رمضان.. بلد السكر والقهوة والتبغ في الكاريبي
- بحضور 600 شخص .. نادى السلام البحرى ينظم اكبر مائدة افطار على ضفاف قناة السويس ببورسعيد
- تأجيل مباراة الاتحاد السكندرى و المصرى البورسعيد لتقام يوم الخميس 4 إبريل
- سلة الاتحاد السكندري تتعاقد مع صانع الألعاب الأمريكي ” مايكل ديكسون “
- دوللي شاهين تنتهي من تسجيل أغنية “ست البنات”