ومازالت تداعيات الكشف عن فضيحة التعاون بين العدو الصهيونى وصهاينة العرب “بنو سعود” تفرض نفسها على الساحة العربية والإقليمية .. ليس من واقع الصدمة .. ففى حقيقة الأمر لا توجد صدمة فى الإعلان عن تلك العلاقة الإستراتيچية القديمة بين الصهيونيتين والتى تعود إلى زمن إعلان موافقة عبد العزيز “مؤسس الأسرة الحاكمة” على وعد بلفور بمنح اليهود -المساكين- حق إنشاء وطن قومى لهم فى فلسطين العربية ، وما أعقب ذلك من تبعية كاملة لقُطَاع الطرق الخليجيبن -الذين أصبحوا أمراء لاحقاً- للإستعمار الإنجليزى ومندوبيه الساميين، مروراً بدور بنى سعود فى محاولة القضاء على الثورة اليمنية لصالح نظام آل البدر الرجعى، مروراً بتحريض فيصل للأمريكان بالضغط على العدو الصهيونى -قبل حرب يونيو 1967- للقضاء على جمال عبد الناصر ومشروعه القومى الذى يُشكل -من وجهة نظرهم- تهديداً للكيان الصهيونى والعروش الخليجية الموالية والتابعة للأمريكان وللمشروع الصهيوأمريكى فى المنطقة.
ولا يخفى على الجميع الدور الإنهزامى الإستسلامى الذى تبناه بنو سعود وأتباعها -من أمراء الخليج وعلى رأسهم كانت قطر فى ذلك الوقت- بشأن القدس والقضية الفلسطينية والعمل بكافة الوسائل المباشرة وغير المباشرة على إنقسام الجبهة الداخلية الفلسطينية والدفع نحو خيار التفاوض والإبتعاد عن خيار المقاومة، كل هذا كان بالتزامن مع بعض الإتفاقيات الإستسلامية التى تم التوقيع عليها مع الكيان الصهيونى “كامب ديڤيد مع مصر، وادى عربة مع الأردن، أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية” .. حتى إعلان بنو سعود وأذنابهم من الأنظمة العربية بتبنى ما أُطلق عليه “المبادرة العربية” التى -وبدون الدخول فى تفاصيلها الإنهزامية الآن- حملت الإعتراف بالكيان الصهيونى.
وقد ساهم بإيجابية أسرة عبد العزيز الحاكمة وأتباعها من الخليجيين وغيرهم فى المخطط الأمريكى الصهيونى الرامى إلى تزكية الصراعات والحروب فى المنطقة العربية على أساس عرقى وطائفى مذهبى “شيعة وسنة” وذلك مع قوى إقليمية أخرى بالمشاركة بالمال والسلاح والدعم اللوچيستى فى تكوين وتأسيس الجماعات التكفيرية المتطرفة “داعش وأخواتها” وإغراق دول المنطقة فى حروب متصلة لعدة سنوات “العراق وسوريا وليبيا” وذلك تفعيلأ لمشروع إعادة تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة، ودعماً لنظرية الأمن الصهيونى التى تؤرق الكيان الصهيونى .. ومع اقتراب دحر تلك العصابات الإرهابية وخاصة فى العراق وسوريا وفشل المخطط الإرهابى فى تحقيق مآربه، كان يجب إغراق المنطقة فى صراعات وقضايا خلافية أخرى جاهزة ومُعَدة سلفاً .. ومنها الخطر الشيعى “إيران وحزب الله” ومزاعم هذا الخطر على المنطقة وتهديده عروش الأنظمة الرجعية العربية، وكذا تهديد أمن وإستقرار الكيان الصهيونى، وبالتالى يجب ضرورة العمل على تصفية أو إضعاف محور المقاومة .. ولكن هيهات،،،
للحديث بقية،،،