انا ( ت ).
– مش هحب أقول اسمي لأنها اخر حاجه هاتهمكوا في حدوتي-
و اخترت (ت) انتماء ً مني لبنات جنسي و اللي بترمز إليهن دايما (ت) التأنيث.
انا فتاة عادية من الطبقة المتوسطة – أو اللي كانت متوسطة –
و انا بردو اللي بتوسط اخواتي،
و بردو في متوسط العشرينات – 25 سنه يعني-
سينجل..
خريجة تجارة – الكلية التي لا تمت لي بصله غير الشهادة بس-
حياتي كلها عبارة عن شغل و بيت و بس.. انا المسئولة رقم واحد في البيت عن كل حاجه.. مين أكل.. مين شرب.. مين نزل.. بابا اخد الدوا في ميعاده و الا لأ.. ماما ميعادها مع الدكتور بعد قد ايه.. و هكذا!
مسؤولية سخيفة دايما بحس بتقل و انها سبب كل مشاكلي – أو انا بس اللي شايفه ده-
و رغم كُتر تذمري إلا ان اي حد يفكر ياخد مني مهامي دي بيبقى – بالنسبة لي – تَعَدي صريح عليا و بنقض عليه انقضاض الأسد على الفريسة- بيني وبين نفسي ببقى عايزة اقوله انت عايز تاخد مني حِجّتي الجاهزة اللي بعلق عليها اي حاجة مش عايزة اعملها-
بس عمري ما اعترفت بده ولا حتى بيني و بين نفسي
كل واحد مننا له حِجّه أو شماعة بيعلق عليها دايما اسباب كسله و قله حماسة لأي حاجه و ده بالضبط اللي انا بعمله .
ده بالنسبة لحياتي العائلية.
اما بالنسبة لحياتي الاجتماعية.. فأنا من اللي بيقولوا عليهم “صاحبة الكُل” مع اني مكُنتش كده في صغري كنت البنت “التخينه” اللي بتقعد دايما قُدام و في “البريك” باخد السندوتشات و اقعد على جمب لحد ما اي حد يقرر يكسر وحدتي و يقعد معايا..
و رغم انك ممكن تشوف انها حاجه بائسه بالنسبة كاطفله لكني كنت مش مضايقه إطلاقا ولا في بالي اصلا لاني كنت باخد كل الحب و الاهتمام من اهلي و مكنتش بحس اني محتاجه حد .. لحد ما وصلت سن المراهقة – فترة ثانوي و الجامعة –
اتحولت لبنت خجولة جدا و فجأة قررت اتمرد على فكرة “القطه المغمضه” واحاول اكون اجتماعية و اللي ساعدني في ده ظهور السوشيال ميديا..
و كتير كان بيصدق اني الشخصية الجرئيه اللي بتتكلم و يتهزر طول الوقت و أحيانا يصل الظن إلى اني “شمال” و صيدة سهلة لحد ما يتصدم بالحقيقة اني عكس كده تماما وطبعا ده عرضني لخيبات أمل كتير و كان سبب من اسباب حالتي الاجتماعية اني “سينجل” لأني مبقتش بثق في حد نهائيا.. البعض شايفني طفله و “كيوت”، و البعض الآخر شايفني” مُدعيه الاحترام و انا اصلا شمال” و البعض شايفني “غريبة الأطوار و مش فاهمه نفسي” و قليل جدا اللي شايفني و بيتعامل معايا اني “انسانه” فيا خير و شر..
و الغريب اني محدش يعرف انا مين فعلا غير – أنا – ..
انا كل دول..
كل التناقضات في بعض..
انا اللي مُطالب مني اكون في منتهى العفه في مجتمع كله عُهر فكري – بكره الكلمات الرنانه دي، بكره العمق بس دي الحقيقة للأسف-
انا اللي بحب ربنا جدا و عايزه اعبده حق عبادته بس عايزه اجرب كل حاجه و تبقى حُريتي مطلقة.
و انا اللي مُطالب مني احقق ذاتي بس مكنش انانيه و اشيل مسؤولية غيري معايا..
انا اللي عايزه اتجوز و افتح بيت و اكون أم بس من غير قيود الجواز و نكده و زهقه..
انا اللي بعمل دايت عشان احافظ على صحتي و شكلي و بنهار قدام قطعه سينابون باكتسرا تشوكلت
انا البساطة لدرجة عقدتني مني، انا جوايا بنات كتير بيحاولوا يتصالحوا مع بعض و يبقوا شخص سوي..
من السهل جدا تكون بني آدم بتُصيب و بتُخطئ و لكن من الصعب جدا انك تشيل جواك كل التناقضات دي و تعاند كل ده و نفسك بمُنتهى بالخفه و الدلع و ضحكتك تنور لكل اللي حواليك
سهل تكون بني آدم بس مش سهل تكون “بنت” عشان كده احنا نص الدنيا بوجودنا لكن احنا روح الدنيا كلها.
#تمت
#حواديت
#عُلا_حسن