مُنذ القِدّم وفكرة الاستحواذ تُسيطر على العقل البشري؛ فكل إنسان يبغي تملك كل مترادفات طموحه!، وكما هم البشر فرق مُتباينة في الأهداف، توجد تلك الفرقة التى تسعى بشتى الطُرق للاستحواذ على عصا الرأي والقيادة.
السُلطة؛ تلك الكلمة التي تعني السيطرة أو الحُكم لطالما سعى وحارب من أجلها الكثيرين.
المال؛ ذاك الإكسير الذي يعني بمالكه؛ وعن طريقه تُحَل أحجية المطلوب!، وتُفتح الأبواب المُغلقة، فمَن تملك أحدهما فقد تملك القوة، إذن فماذا عن ذاك الذي أراد الجمع بينهما؟
الشهوة تلك الطبيعة المغروسة في جنس بني البشر على اختلاف مذاهبها؛ إنها من العوامل الرئيسية في توجيه سلوك صاحبها؛ والمال على اختلاف صوره وتفاوتها؛ من أهم ركائز شهوة البشر، الثروة إنها المفتاح الذي من خلالها تُفتح الأبواب وتُشبَع الرغبات، ولقد قال أحدهم ذات مرة أعطني مالًا وأرني كيف تُخمِد شهوتي!
القوة هي ذاك العُنصر البدائي الذي وهب الإنسان إياه دون تدخله، إن كينونة السُلطة تكمن في السيطرة ولا سيطرة بدون قوة، إذن فالسلطة هي القوة بملبسها الجديد، إن الحُكم والقيادة هي من ضمن شهوات بعض البشر، لقد أُعطى الجميع نفس العطايا، ولكن الفرق في معدل خروجها!
إنها الشهوة مرةً أخرى، لقد تملك أحدهم النفوذ وكانت من دعائمه السيطرة على قلة بفرض هيمنته!، وأخذ هو الأخر بترديد نفس التحدي مع اختلاف السلاح، أعطني سُلطة وأرني كيف تُخمِد شهوتي!
شقي الرحى؛ السُلطة والمال، إن تفاوت مدارك القوة عند بني البشر، جعلت من أحدهم الذي توج بالمال أن يتزوج بالسُلطة، وفي نفسه أنه بذلك قد جمع ما بين الحُسنيين، فأصبح بذلك على عرش السُلطة مُتوجًا بالقوة ومُدعمًا بالدهاء، فكان الدهاء هي تلك الأموال، أما الُسلطة فهي القوة في أبهى حُللها، لم يكن إضفاء الخوف بالقوة دائم لإركاز النفوذ والسيطرة، الأمر بحاجة إلى بعض الليونة، إذن فالمال موجود فلا داعِ للقلق!
لقد علا صوت التحديات في رأسي مرةً أخرى، وتفتق في ذهني إلى ماذا كان يرنو صاحبها، لقد كان التحدي أن أعطيه المال وفي المقابل أجمح شهوته، والأخر بأن أعطيه السُلطة مع نفس المطلب في الجمح، وسوف يخسر المُتحديان، لقد كانت شهوته في القوة، فإذا حصل عليها زاد جبروته، ولن يوقعه سوى تركه في التمادي، والأخر سيُترَك على نفس الوتيرة، أما ذاك الجامع بينهما فمن الصعب إزهاق ناتج الإيلاج!