زمان اوى، لما نابليون جاء الى مصر بالحمله الفرنسيه، تصدى له الشيخ محمد كريم زعيم المقاومه حينها، واجهد جيش نابليون اجهادا كبيرا، وتسبب فى قتل الكثير من الجنود الفرنسيين.
ولما تم القبض عليه، طلبه نابليون، وقال له اشعر بالحرج من اعدام مجاهد مثلك قدم الكثير والكثير من اجل بلاده. وطلب منه تقديم فديه لنفسه فى مقابل الافراج عنه. الفديه كانت مبلغ كبير الى حدا ما. فقال الشيخ كريم لنابليون، امهلنى بعض الوقت اجمع لك الفديه لاننى لدى ديون على الكثير من التجار تفوق مبلغ الفديه بكثير. فوافق نابليون واعطاه مهله، وبدأ جنود نابليون يأخذون الشيخ الى ساحه السوق كل يوم مكبلا بالأغلال والسلاسل ليطلب من التجار ما عليهم من ديون كى يفدى نفسه بها. ولكن طول المده لم يدفع ولا تاجرا واحدا ما عليه من ديون للشيخ. فعاد الشيخ الى نابليون خائب الرجاء فأخبره نابليون بأنه اضاع ماله وسيضيع حياته من أجل أناس لا يستحقون تلك التضحيات ولا يضحون من أجل الحرية والاوطان.
هنا كان يستخدم نابليون مع الشيخ العقاب النفسى الذى هو ابشع بكثير من العقاب الجسدى والقتل. وبعد ذلك نفذ فيه حكم الاعدام. ومات الشيخ حزينا على اوطانه وما اصاب أهله من بلادة تجاه وطنهم.
ناس كتيره بتحكى الموضوع ده ومواضيع تانية كتيره مشابهه لها. كى تدخل فى قلوب أصحاب المبادئ اليأس وتقنعهم بأن الشعوب البليدة تستحق ما يحدث لها من كرب.
ده طبعا أسلوب خبيث فى القضاء على أصحاب المبادئ، وبينجح جدا على فكره مع ناس كتيره، بالذات اللى مش بيكونوا مدركين الطريقه دى فى الحرب النفسيه.
فتلاقى المناضل عندما يسمع حكايه او حكايتين من تلك الحكايات بجانب بلادة وجهل شعبه فى تلك المرحله التى يناضل فيها فيخاطب نفسه قائلا لما احرق نفسى وجسدى واضيع حياتى ومستقبلى من أجل الاضاءه لمجتمع جاهل ضرير؟!
فيجد لنفسه المبرر الاخلاقى أمام نفسه لترك قضيته اللى يؤمن بها .. ومن هنا ينفرط عقد المعارضه أمام الانظمه الفاشية فتفشل الدول وتغرق فى الاستبداد.
فى حين ان صاحب المبادئ لابد ان يحارب من أجل مبادئه فقط ليس منتظرا من أحد شكر او حمد او تقدير او ثناء.
فلا يجب علينا ان نعاير جهلاء بجهلهم او مغيبين بغيبوبتهم، او محدودى فكر بفكرهم المحدود. فتثقيف المجتمع مسئوليه مثقفييه ومناضلييه. فلا لوم على عوام مجتمع انجرفوا وراء توجيه سياسى لاتجاه معين، فاللوم كل اللوم على مثقفى مجتمع انحرفوا واستخدموا ثقافتهم وعلمهم وشهرتهم فى دعم نظام مستبد فاشى.
استمر يا صديقى فطريق النضال مليئ بالاشواك .. فمن كان يعتقده مفروشا بالورود والشهرة والاموال فليعد مره أخرى الى نومه العميق باحثا عن لقمه عيشه وتربيه ابناؤه ويترك بناء الدول ووضع الافكار والخطط الصحيحه فى اداره الدول لأصحابها الذين يدركون خطوره وعواقب ما يسعون إليه.
تحياتى
غاندى محمود