في منتصف التسعينات كان هناك مسلسلا جميلا اسمه يوميات ونيس، جسد فيه محمد صبحي دور المربي الفاضل، الذي يريد أن يزرع في أولاده أولاً، وفي المجتمع ثانياً، القيم والأخلاق، وكانت هناك فقرة ضمن أحداث المسلسل يجتمع فيها صبحي مع أولاده لكي يحدثهم عن القيم والأخلاق وكيفية التعامل مع الناس، وكانت هذه الفقرة اسمها حديث الثلاثاء. وكانت فقرة ممتعه جداً لدرجة أني تمنيت أن يقوم محمد صبحي بتقديم برنامج أسبوعي اسمه حديث الثلاثاء، وهذا المسلسل تحديدا من أسباب حبي لمحمد صبحي، وأعتبره العمل الأنجح ضمن سلسلة أعماله ولكن بعد 25 يناير، ومانتج عنها من أحداث جعلت الجميع دون استثناء يتحدث في السياسة، واكتشفنا أن هناك 90 مليون خبير استراتيجي وسياسي وعسكري، وكان صبحي ضمن هؤلاء الخبراء، وأخذ يتحدث في البرامج ويداهن المجلس العسكري حتى يصبح وزيراً للثقافة، وعندما تجاهلته إدارة الحكم الجديدة أدلى بعدة احاديث صحفية، هاجم فيها الجميع معتقداً أن ذلك يمكن أن يكسبه أرضية جديدة تعيده إلى الحياة، وتحدث أيضا عن أدوار قام بها في مقاومة نظام مبارك وكأنه يريد أن يحصل على مقابل نتيجة ما قام به _ هذا إن كان قد قام بشيء من الأساس _ وتجاهلته إدارات الحكم المتعاقبة حتى عاد إلى مرحلة السكون كما كان قبل 25 يناير، فلماذا فعل صبحي في نفسه هكذا وخسر جمهوره العريض وما علاقته بالسياسة ليتحدث فيها؟!
محمد صبحي فنان كوميدي رائع مما لا شك فيه ولكن تحدثه في السياسة أفقده الكثير من القبول لدى الناس، وطموحه أن يصبح وزيرا للثقافة قضى عليه فمتى يعود محمد صبحي إلى دوره الذي تميز به؟ وهو إدخال البهجه إلى قلوب الناس من خلال الأعمال الكوميدية الراقية … بإختصار متى يعود محمد صبحي إلى حديث الثلاثاء؟!