نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، بالتعاون مع التحالف الدولي للسلام والتنمية، ندوة بعنوان «انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة»، وذلك بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة، بحضور ممثلي عدد كبير من المنظمات الحقوقية العربية والأوروبية وممثلي البعثات الرسمية ومسئولي المفوضية السامية.
أدار اللقاء أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، وتحدث فيها كلا من فهد محمد حسين، المنسق العام للحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال «تضامن» والخبير في الشأن الفلسطيني، والسيدة كيتي بانورجا، عضو التحالف الدولي للسلام والتنمية والسفير الأوروبي لريادة أعمال المرأة.
وفي كلمته أكد عقيل على ان القضية الفلسطينية قضية محورية وتعد من القضايا التي تعبر عن غياب العدالة، وتقويض أسس السلام والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان، مشيرا الى انه في شهر مايو الماضي قد مر 70 عاما كاملة على مأساة الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي تم تشريد عدة ملايين من أبنائه.
وأضاف عقيل أن الممارسات القمعية لقوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والتي تتعارض بشكل فاضح مع الاتفاقيات والقوانين الدولية، تعبر عن عدم اكتراث سلطات الاحتلال لوضعها بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال وعليها التزامات بتوفير كافة الاحتياجات للسكان المشمولين بالحماية طبقاً لاتفاقيات جنيف وبالأخص الاتفاقية الرابعة المعنية بحماية حقوق المدنيين.
وتساءل عقيل، «هل لازالت اتفاقيات وصكوك القانون الدولي الإنساني وصكوك الشرعة الدولية لحقوق الإنسان قابلة للتطبيق، وقادرة على الدفاع عن نفسها ضد من يضربون بها عرض الحائط يوميا؟!».
وعرض السيد فهد محمد حسين، إحصائيات صادمة عن الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والانتهاكات البشعة التي ترتكبها سلطة الاحتلال في حق كافة فئات الشعب الفلسطيني بما فيهم الأطفال، وقال إن الانتهاكات التي يقاسيها الأسرى الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال، تعتبر جرائم متعددة الأشكال والألوان يندى لها جبين الإنسانية.
وأوضح الخبير الفلسطيني، «أن أكثر من 8500 طفلا جرى اعتقالهم خلال السنوات الماضية من بينهم أكثر من 700 تمت محاكمتهم امام المحاكم العسكرية المخالفة لحقوق الطفل، فضلا عن عشرات الأطفال الذين يقبعون قيد الاعتقال الإداري».
وكشف فهد حسين، عن أن الشهور الأخيرة شهدت تزايد جرائم الاحتلال في حق الأطفال الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان بالتحرك الفوري لإنقاذ الأسري الفلسطينيين والأطفال من بين أنياب الاحتلال الغاشم.
وفي كلمتها، عبرت السيدة كيتي بانورجا عن وجهة نظر التحالف الدولي للسلام والتنمية، الذي يطالب القوى الحزبية والمدنية والإعلامية والتنظيمات الشعبية في كافة دول العالم لتعبئة جهودها وحشد أدواتها للتواصل مع واضعي السياسات ودوائر اتخاذ القرار في بلدانها، لدفعهم نحو اتخاذ إجراءات من شأنها وقف الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، وكشف المبررات غير الأخلاقية التي تجعل بعض الحكومات تتخذ مواقف دبلوماسية وسياسية لصالح دولة تنتهك حقوق الإنسان بشكل يومي، وترفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن وتستهين بالقانون الدولي.
وأكد المتحدثون على ضرورة إجراء تحقيق دولي، وتشكيل لجنة دولية حول المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبتها سلطة الاحتلال في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة الكبرى في مارس 2018، واتخاذ إجراء دولي ضد القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والذي يعد مخالفا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية، كما طالبوا بإيقاف بناء المستوطنات والتوسع الاستيطاني وأنشطة بناء الجدار العازل، والتوقف عن الاخلاء القسري للسكان الفلسطينيين، وهدم منازلهم.
هاجر محمد موسى