لو تعرفوا بنحبكم ونعزكم كده اد إيه، لتقدروا حتى التراب اللى بنمشيلكم عليه…
ده بالظبط اللى كلنا بنستناه من الناس اللى بنحبها ، التقدير ! التقدير وبس !
دائما بنسأل نفسنا هى الحياة صعبة اوى كده ليه؟
هى فعلا صعبة ولا إحنا اللى مصعبنها على نفسنا وعلى اللى حوالينا ؟
مش عايزينها تبقى سالكة وسهلة وبسيطة….
من كام يوم كنت بشاهد مسلسل ” إلا أنا ” تحديدا حلقات ” لازم أعيش” …
الحلقات بتحكي عن بنت اسمها ” نور” بتعانى من البهاق من وهى طفلة، واد إيه الموضوع ده اثر على نفسيتها، الأب والأم طبعا كانوا متأثرين جدا بالحالة اللى وصلت لها بنتهم، كل واحد كان له وجهة نظر مختلفة فى الموضوع !!
الأب كان من رأيه إن بنته تتقبل حالتها هتتعب فى الأول لكن بعد كده هتتعود وكان بيقولها إنها حالة special وهى مكانتش مستوعبة ، عايزة حل سريع، لكن الأم كانت وجهة نظرها إنها تحط لها مكياج علشان تدارى آثار البهاق، والحل ده كان الأسهل.
البنت كبرت واتخرجت واشتغلت وحبت وارتبطت وهى مخبية حقيقتها…
العنصر الرجالى فى القصة كانوا ٣ رجال، بس أهمهم ٢ حاتم وده كان خطيبها و شريف وده كان زميلها.
الاتنين حبوها ، زميلها عرف بالصدفة انها عندها بهاق ومقالش إنه عرف وكان متقبلها زى ما هى، هو حب روحها مش شكلها.
أما حاتم لما عرف بمرضها ، سابها وبعد عنها تماما بعد ما قالها كلام زى السم ومش بس كلام، ده كفاية نظرته لها وقتها، خد بالك أنت ممكن تسمم اللى قدامك بنظرة.
بعد وقت البنت جالها الشجاعة إنها تعترف بحقيقة مرضها أمام الدنيا كلها وبطلت تدارى آثار المرض.
حاتم حب يرجع لها وكان كله ثقة إنها هترجع له أصلها بتحبه ، بتحبه جدا لكن اتفاجئ لما قالتله أنا عمرى ما هنسى نظرتك ليا يومها أنا كنت مستنية تطبطب عليا لكن أنت معملتش كده ، محدش يستاهل إنى أعمل كده فى نفسى علشانه!!
كلنا بلا استثناء بنستنى رد فعل معين من الناس اللى بنحبها، لكن للاسف لما ميحصلش بيبقى فى حاجة انكسرت وصعب ترميمها تانى ونقعد نسأل نفسنا إزاى يعملوا فينا كده؟ هما مش عارفين غلاوتهم عندنا او إحنا بنحبهم اد إيه؟
المهم انتهت القصة بإن نور ارتبطت بشريف اللى حبها وتقبلها زى ما هى… وخلصت حكاية نور …
السؤال هنا كام واحد أو واحدة فينا زى نور؟؟؟؟؟
إحنا كلنا بلا استثناء عندنا بهاق، اه عندنا بهاق بس مش بهاق جلدى، عندنا بهاق فى نفسيتنا تاعبنا ومقلل من راحتنا، عندنا تشوهات فى نفسيتنا بيتسبب فيها ناس كنا مفكرين إنهم أقرب وأرحم حد بينا.
والبهاق بيزيد يوم عن يوم نتيجة رد فعل ووجهة نظر كل واحد من اللى حوالينا…
البهاق الجلدى مرض مناعى نتيجة نقص فى المناعة ، إنما البهاق النفسى اللى عندنا بيكون نتيجة نقص فى حاجتين الحب والتفهم..
نور وشاكر و مونى وشريف وحاتم كلهم شخصيات فى حياتنا …
“نور ” تبقى إحنا، كل واحد فينا نور، كل واحد فينا عنده حتة كده مستخبية جواه أو بمعنى أصح بيحاول يخبيها، بتكون كسراه وكسره نفسه ومخلياه دافن نفسه وهو لسة على قيد الحياة لكن من غير روح..
ولما بيتصالح مع نفسه ويعرف يحدد مشكلته فين وحلها إيه وميبقاش عنده أى مشكلة فى إنه يشاور على مشكلته أو إنه يظهرها أمام الناس ، بنلاقى الشخصيات التانية طلعتله وحاوطته علشان تخمده من تانى ويرجع يعانى من تانى…
من بين الشخصيات دى كلها هتلاقى واحد بس هو اللى ساندك…
مثلا شخصية شاكر هو الشخصية الوحيدة اللى هتبقى موجودة فى حياتنا اللى هتفهمنا وهتحس بينا وفى الغالب علشان مرت بنفس الظروف أو إنها تكون متفهمة للى قصادها بدرجة عالية..
وده اللى بيكون سند لنا، اللى عايز يخلينا نقبل ونعترف بنقطة ضعفنا أو كسرتنا فين بالظبط، ويعلمنا نواجه المشكلة، الشخصية دى عندها مبدأ فى حياتها ماشية به ، إنها تشيل الغيوم من على عيونا بتخلينا نقبل نفسنا، الناس دى عندها نظرة للمستقبل اللى هى إنك تتعب وتنجرح دلوقتى لكن بعد كده هتقوى وهتتعايش وهتعيش حياة طبيعية، فعلا شابوه للناس المحترمة دى….
النوع التانى اللى فى حياتنا هو ” مونى”، شخصية بتتعاطف معانا وبتبقى زعلانة علينا، لكن كل اللى بتعمله إنها بتأذينا علشان طول الوقت عايزانا ندفن رأسنا فى الرمل ونردم عليها، شخصية صعبة، مش بتغير رأيها غير لو اللى قصادها مات مثلا، وبتغيروا فى فترة الحداد بس ، بعد ما يخلص الحداد بترجع تتشبث برأيها تانى، النوعية دى حافظة مش فاهمة.
مونى كانت مش عايزة نور تزعل كانت بتختار لها حل مؤقت ، مسكن يعنى، حاجة فى منتهى البؤس اللى هو ليه كده ، كانت خايفة من الناس ، عاملة حساب لهم ، اه كانت خايفة على نور لكن مفكرتش فيها، تفكيرها كان عقيم ، عندنا ناس كتير جدا فى حياتنا بيحبوا ينظروا علينا وهما تفكيرهم وحياتهم صفر ع الشمال وكل همهم الناس ثم الناس ثم الناس، الناس هتقول إيه، الناس هتفكر إزاى، كل حاجة الناس، أو إنها شايفة إنك مثلا تموت أو تكتئب من أجل بقاء الآخرين ودى كارثة تانية، حقيقى ده أصعب نوع ممكن تقابله لأنه بيتسبب فى أذاك سواء اخد باله أو لا، ملناش دعوة بالنية ، لنا دعوة بالفعل، أفعالك وتصرفاتك عملت فيا ايه ووصلتنى لفين، هل بتموتنى ولا بتحيينى؟ ……
الشخصية التالتة ” حاتم”، كلنا عندنا فى حياتنا حاتم ومش حاتم واحد مع الاسف، دول نسخ كتير من حاتم، واللى يقولك حياتى بلا حاتم قوله أنت كداب ????
حاتم ده له أشكال كتير يعنى ممكن يكون هو:
الشخص اللى عادة هو اللى بيبدأ بالتقرب لنا…
الشخص اللى بيكون محور حياتنا..
الشخص اللى سبب خيبة أملنا فى الحياة…
الشخص اللى حبناه ….
الشخص اللى اكتر اذى جالك منه….
الشخص اللى كان بيجرى وراك ولما ضمنك جرى منك….
الشخص اللى بيكون سبب فى عذابك وقلة حيلتك ….
الشخص اللى بتكون متعشم فيه ومش مصدق إن ممكن يجى يوم ويخذلك، وإن حصل وخذلك لسة عندك استعداد تسامحه….
الشخص اللى مهما يعمل وأنت بتبقى عارف إنك ولا غلطان ولا حاجة عايز تقوله أنت زعلان منى ليه أنا عملتلك إيه وبتلتمس له العذر وبتسامحه…
الشخص اللى أنت شايف إنك تستحق إنه كان يقدرك ويحبك …..
الشخص اللى بتخلقله ألف مبرر لسوء تصرفاته معاك….
الشخص اللى مهما تبعد عنه بيزيد حبك له….
الشخص اللى يبقى منغص عليك حياتك وفاضل تروح وتغنى له ” إلا أنا، تبعد عن الناس كلها الا أنا ” ، اللى بيعلمك إزاى تترجى وجوده جنبك…
الشخص اللى شوية يحبك وشوية يكرهك لحد ما يكرهك فى حياتك…
الشخص اللى فعلا أنت مش عارف موقعك من الإعراب إيه فى حياته….
بإختصار حاتم هو العلاقة السامة اللى فى حياتنا سواء كان قريب ، غريب، حبيب، صاحب، أيا كانت المسميات ، فكل الطرق تؤدي إلى حاتم يعنى ال Toxic relationships ???? إلى أن يثبت العكس ????
حاتم ده بقى إيه حكايته؟ أكتر شخصية معقدة ممكن تقابلها فى حياتك ، مقصدش معقدة إن عندها عقد لا أقصد حبالها كتير وملهاش مالكة، المشكلة فى حاتم اللى بنقابله إنه بيكون جايلك وفاكرك إنك ملاك أو إنسان مثالى، أو بمعنى أدق متفصل على حسب متطلباته وأهوائه، يقولك يمين يبقى يمين، شمال يبقى شمال، اسكت تسكت، تتكلم تتكلم بس الكلام اللى هو عايزه ..
وأحيانا مش بيبقى كده ويبقى بيحبك فعلا ومش عايز منك حاجة وفعلا بيكون شايفك مثالى وملاك لكن تحت شروط وبنود معينة، يعنى لو حصل اى خلاف أو رد فعل اتفاجئ منه بيخاف ويجرى..
وفى حاتم تانى ميستحملش حياتك، نظامك، مشاكلك ودنيتك، عايز دائما الجزء المنور لكن مش بيحب عتمتك أو مش بيحب يحس بمسؤولية اتجاه حد….
والحب إنك قبل ما تحب نور الشخص ده تحب عتمته وتقبله package على بعضه مش متقسم.
حاتم فى المسلسل اذى نور يوم ما سابها، وسابها لما حس إنها ضعيفة ورجعلها لما بقت قوية وحبت نفسها ووقتها هى اللى مرضيتش ترجعله…
حطها وتحطيها حلقة فى ودانكم اللى ميحبكش فى ظروفك وأيامك السيئة ميستاهلش يكون جنبك فى أيامك الحلوة…
أما شريف فى حياتنا هو ده بيبقى الإنسان الصادق أو الشخص اللى يستحق إننا نحبه فعلا، اللى يشوف عيوبنا ومخاوفنا ويسكت ويقبلنا زى ما احنا، ميخافش ويجرى، سايبلنا مساحة حرية مش كابس على نفسنا، هين لين مش حساب بالورقة والقلم، اللى شايف الحياة بسيطة ومقتنع إن كل إنسان عنده البهاق الخاص به، مش بيحكم على الناس من برا، عارف وفاهم إن كل واحد له ظروفه ومخاوفه ، النوعية دى اللى يتقال لها أهلا بكم فى حياتنا…
وأخيرا وليس آخرا فى مثل بيقول مش بيحس بالنار غير اللى كابشها، جايز تلاقى من اللى حواليك تعاطف، لكن مش هيحسوا بك ومهما تحاول تشرح كأنك تماما بتدن فى مالطا ..
وعلشان كده حل مشكلتك هيبقى فى إيدك أنت ونابع من جواك أنت وبس، المسألة مجرد وقت وكله بيتحل، الحل ده قرارك لوحدك مش قرار الناس، الناس عبارة عن نار عايزة تمسك فى أى حاجة، الناس هتمسك فيك لما تديها أهمية وتعمل لرأيها حساب، أما طول ما أنت مركز فى حياتك أنت وبس خلاص ، انتهت ولا لها أى لازمة ….
افتكر الناس اللى كانوا بيحاولوا يحبطوك ويقللوا منك، لما نجحت كانوا أول ناس بتصقف لك…
أراء الناس والناس ذات نفسها مش دايمين ..
الناس مش بيعجبها حاجة ، دى حياتك أنت ، عيشها زى ما أنت عايز، إحنا مش بنعيش مرتين، كفايه عمر عدا ونفسية بيتداس عليها..
أنت الوحيد اللى هتقرر وتختار الناس اللى تعرف تحبك وتقدرك ، اللى مش هتحتاج كل شوية تفكرهم بحبك لهم واللى هتحس معاهم بالتقدير ….
دمتم سالمين