من اجمل اغاني الحج علي الاطلاق عندي هي اغنية الست ، القلب يعشق كل جميل و خصوصاً الكوپليه دة:
مكة وفيها جبال النـور طّالة علي البـيـت الـمعمور، دخلنا بـاب الـسـلام غـمـر قـلـوبـنـا الـسـلام
بـعـفـو رب غـفـور فـوقـنا حـمـام الحـمي ، عدد نــجـوم الـسـمـا طاير علينـا يـطـوف
ألـوف تتـابـع الـــوف ، طاير يهني الـضـيـوف بالـعـفـو والـمرحـمـة ، و اليّ نـظـم سـيـره واحــد مـفـيـش غـيره
دعــانـى لـبــيـتـه لـحـد باب بـيـتـه ، و لما تـجـلالي لي بالــدمـع ناجيته …بالدمع ناجيته .
ايه قصة الأضحية ؟ كان سيدنا ابراهيم عنده ٨٦ سنه لما دعا ربنا انه يرزقه ولداً صالحاً لما ترك بلده ، فربنا بشره بولد حليم و هو اسماعيل ابن السيدة هاجر.
و لما كبر سيدنا اسماعيل و بقي يقدر يشتغل زي ابوه جاء لابراهيم في المنام ان ربنا بيأمره بأنه يذبح ابنه البكر ، و بما ان رؤية الانبياء وحي ، امتثل ابراهيم لأمر ربه.
سيدنا ابراهيم وقع في اختبار صعب و هو انه ينحر ابنه البكر الي خلفه علي كبر فراح و حكي لاسماعيل لانه مكانش عايز يذبحه قسراً ، فكان رد اسماعيل ان يفعل ما يُؤمر به و انه سيكون من الصابرين.
و راح ابراهيم و الصق جبين اسماعيل علي الارض و همّ بذبحه بس السكين لم تقطع بمعجزة من ربنا الي فداه بكبش عظيم من الجنة، صوفه ابيض و عنده قرنين كبار.
و من هنا بقت الأضحية سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، سنّة للمسلمين كلهم، يؤدونها أيام الحج إلى البيت العتيق.
من ساعة قصة ابونا ابراهيم بقي كل عيد اضحي الذبح و توزيع اللحمة منهج و موروث عندنا ، و مع مرور الايام الاهل و الاصحاب بقوا يهادوا بعض باللحمة و في كل بيت مصري اول يوم العيد الفتة هي الوليمة التي تحتل الصدارة .
بس قصة الفتة دي قديمة علي فكرة ، يقال انها من ايام الفراعنة و اخرون ينسبوها لأهل الشام .
كلمة فتة جاية من فتات او فتافيت و هي كسرات العيش الصغيرة الي بتتسقي شوربة او مرقة و تتطبخ مع الرز.
اتكتب علي جدران المعابد ان الفراعنة كانوا بيقدموا طبق اللحمة و العيش المسقي شوربة دة في ولائمهم وانها كانت تعتبر وجبة راقية و رفيعة المقام لانها تتضمن الخبز و اللحم الي كان الفراعنة يصنفوهم من الغذاء الصحيح .
ناس تانية ارجعت الفتة الي العصر الفاطمي الي كان فيه الخليفة يصلي العيد و يطلع في موكب كبير علي حصانه المتزين بالجلود و الدهب و يقوم بنحر ٣١ ذبيحة بعد صلاة العيد ، و تاني يوم يطلع في نفس الموكب و يدبح ٢٧ اضحية و تالت يوم شرحه و يدبح ٢٣ اضحية. و كان الخليفة بيأمر بتوزيع الاضاحي دي علي الفقراء .
و كان اهل الشام بيسموا الفتة بأسم التسقية علشان العيش و الرز بيتسقوا مرقة او شوربة.
و كمان اهل الشام لهم مقولة مشهورة : اذا غاب عنك الضاني عليك بالحمصاني و دة معناه الناس الي مش قادرة تجيب لحمة في الفتة تستبدلها بالحمص و من هنا جاءت شهرة فتة الحمص السورية الشهيرة.
الفتة وجبة الشعب كله غني و فقير – المصريين ملوك الفتة و هم الي زودوا حتة الفتة البيضا ( الي بالتوم و الخل ) و الفتة الحمرا ( الي بالتوم و الخل و الصلصة) .
من الفراعنة للعصر الحديث ، الفتة اتطورت و المصريين زودا البهارات علي الرز الي فيها و كمان بقوا بيحّمروا العيش في السمن او الزبدة.
مفيش عيد يعدي علينا غير لما تلاقي الفتة في كل بيت – و عندي اصدقاء مسيحين بيطبخوا الفتة الصيامي يوم عيدنا و بيعيدوا معانا بطريقتهم.
قبل يوم العيد و اكل الفتة بيجي يوم عرفة و دة من احب الايام عند المسلمين ، في روايتين عن تسمية يوم عرفة بالاسم دة . اول رواية بتقول ان ابونا ادم و امنا حواء التقوا و تعارفوا في المكان بتاعه عرفة بعد ما خرجوا من الجنة فسموه كدة .
و الرواية التانية بتقول ان سيدنا جبريل لما طاف بأبو الانبياء سيدنا ابراهيم علشان يوريه مناسك الحج قاله : اعرفت اعرفت ، فرد عليه سيدنا ابرهيم عرفت عرفت و من هنا اتسمي اليوم بيوم عرفة .
السنة دي العيد جاي علينا و الحرم المكي خاوي من الحجيج ، منظر يقبض القلب و يذكرنا في الأعوام السابقة ازاي كنا نعرف ان حد رايح الحج فنأمنه ان يدعي لينا و لحبايبنا و اليوم كلنا نتمني ان نقف علي عرفات اكتر من اي عام مضي .
في يوم العيد و عرفة و قبله و بعده بقولكم كلكم كل سنة و انتم طيبين و بكل خير ، انتم و احبابكم و لا انسي ابداً الدعاء لوالدي و لأختي الحبيبة هالة و خالي الغالي ماهر و شريف قريبي الجميل …يأتي العيد بدونكم و تتوالي الذكريات ، اتذكركم دائماً و اتمني ان تعودوا .
#العيد_فتة
#احبتي_عيديهم_في_الجنة
#دعاني_لبيته_لحد_باب_بيته