يحكى النص عن (فاطمة) الشخصية الرئيسة في النص التي يجب أن تحضر فرح نوال، جارتها الصغيرة في القرية . كانت فاطمة تسترجع شريط حياتها وهى منزوية في ركن من أركان غرفتها التى تسكن بها، وفي نفس الوقت ترى أن كل الناس من حولها سوف يعرفون ما بها . ففاطمة عن طريق الفلاش باك وضحت لنا حياتها الماضية منذ الطفولة إلى لحظة ما نقرأ قصتها ، التى تعتبر حياة بائسة ليس فيها قدر ولو يسير من السعادة .
أولها ترك التعليم الذى تتحسر عليه إيما تحسر ، ثم العمل لأجل لقمة العيش في هذا السن الصغير، مراعاة كل من كان يعيش معها ، ثم أخيرا الأنزواء في حجرة باردة بمفردها تعيش بها ما باقي لها من العمر. فرح نوال ذكرها بأنها كبرت ، فقد كانت نوال تجرى لتحتضن ساقيها لتعرف ماذا أحضرت فاطمة من السوق من حلوى ، لهفة وفضول الأطفال كانت نوال طفلة. وعند جملت تحتضن ساقيها نلاحظ أن فرق السن كبير بحيث أن الطفلة التى وصلت إلى سن الزواج الآن كانت صغيرة جداً بالنسبة لفاطمة ففرق العمر ليس سنوات قليلة وإنما عدد لا بأس به من السنوات.
وفي وسط كل هذه الظروف الحياتية نجد أن الكاتب بدأ يصف قسمات وجهة فاطمة ليدلل به على سوء وصعوبة حياتها كلها من الداخل والخارج ، وذلك من وجه جاف به الكثير من تشققات الزمن بسبب الخروج في الفجر لتتلقي لسع الهواء و سياط البرد وعوامل الجو القاسية . ثم فجأة تذكرت حمدان الذى يعمل مثلها في السوق وله نفس ظروفها من ترك التعليم والعمل لأجل لقمة العيش وكيف أنه لم يتزوج مثلها ، فيدخل الخيال والظن إلى عقلها وتردد هل تطلب منه الزواج أم لا يليق ذلك ، أخيرا قررت أنه لا ينفع أن تطلب من الرجل الزواج لأنه في نفس موقفها فالرجل والناس سوف يظنون بها أموراً سيئة كثيرة ، مع أنها في نفس الوقت تعرف أنه ليس حراماً أن تطلب الزواج منه أو من غيره فقد أرسلت السيدة خديجة رضي الله عنها في طلب الزواج من سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، ولكن مجتمعها الذي تعيش فيه له تقديرات ومفاهيم أخرى. كل هذه الأشياء تدور وتزمجر داخلها ولكنها تتوارى بعيداً قد الإمكان عن الباب والشباك حتى لا يراها أحد ويعرف ما بها من أحزان وغضب وفكر به عواصف كثيرة يتخطف بعضه البعض داخل عقلها ، فهى تظن أن الناس عندما يروها باكية غاضبة سيعرفون كل شىء بداخلها ، وهذا ليس صحيحاً فأقصى ما سوف يظنونه أنها في حالة من الغيرة لأن نوال تتزوج وهى مكانها وليس لها زوج وأولاد مثل جميع سيدات القرية. وفي خضم هذه العواصف الداخلية في عقلها تسمع من يكلمها ويقول لها : هل سترحبين بضيفك الشباك ؟ كان القائل حمدان وهو يلبس حلة جديدة كأنه هو العريس الذى فرحه الآن . فهللت بكل قسمات وجهها قائلة حمدان !! في تلك اللحظة بالذات دخلت النساء إلى فاطمة ليأخذوها لحضور الفرح ، لكن وجهها كان متعلق بالشباك فهى لا تعرف ما شاهدته حقيقة أم خيال؟
كل هذه الأشياء تدور وتزمجر داخلها ولكنها تتوارى بعيداً قد الإمكان عن الباب والشباك حتى لا يراها أحد ويعرف ما بها من أحزان وغضب وفكر به عواصف كثيرة يتخطف بعضه البعض داخل عقلها ، فهى تظن أن الناس عندما يروها باكية غاضبة سيعرفون كل شىء بداخلها ، وهذا ليس صحيحاً فأقصى ما سوف يظنونه أنها في حالة من الغيرة لأن نوال تتزوج وهى مكانها وليس لها زوج وأولاد مثل جميع سيدات القرية.
وفي خضم هذه العواصف الداخلية في عقلها تسمع من يكلمها ويقول لها : هل سترحبين بضيفك الشباك ؟ كان القائل حمدان وهو يلبس حلة جديدة كأنه هو العريس الذى فرحه الآن . فهللت بكل قسمات وجهها قائلة حمدان !! في تلك اللحظة بالذات دخلت النساء إلى فاطمة ليأخذوها لحضور الفرح ، لكن وجهها كان متعلق بالشباك فهى لا تعرف ما شاهدته حقيقة أم خيال؟ أما بالنسبة للعنوان الرئيسى ” فاطمة تعيش الحلم ” أولا : فاطمة أسم مشهور فى النساء بسبب إنتماءه لبنت رسول الله صلي الله عليه وسلم. ثانياً : جاءت كلمة تعيش مضارع لإثبات أن الحلم مستمر ولم ينقطع بعد فهو يدل على الأمل حتى وإن كان مستحيل . ثالثاً : كلمة الحلم تدل على الفانتازيا ومحاولة التخلص من الواقع الأليم فلم يأتي بكلمة الحياة مثلاً لأنها في منتهى الواقعية ، فلم بأتي المؤلف بتعيش الحياة لأنها في منتهى الواقعية كأنها تريد هذا العيش المؤلم ولكن أتى بالحلم لمحاولة تغيير الواقع . فالكاتب وفق في اختبار أسم القصة.
الراوى : هنا عليم وليس مشارك في القصة وإنما يراها معنا . البداية : وصفية للمكان ثم بعد ذلك وصف الحدث ، فوصف إين تقف فاطمة من وراء الشباك تقف خلف ستارة نصف شفافة ، وفي نفس الوقت يصف الراوى نوال وفرحتها بعرسها كذلك بصف أصوات الفرح من الناس والزغاريد والموسيقى وصوت الخيل الراقصة. الشخصيات : كانت الشخصية الأساسية فاطمة والثانوية نوال وحمدان وغير ذلك مجرد أصوات أهل القرية بدون تحديد. بالنسبة للشخصية الرئيسية فاطمة أسترسل الراوى في وصف حياتها على لسانها كذلك وصف أفكارها وخيالها ثم استرسل الراوى في وصف قسمات وجهها.
بالنسبة للشخصية الثانوية الأولى نوال وصف عن طريق فاطمة حالتها في يوم عرسها وكيف كانت هائمة سعيدة وجعل فاطمة تتذكرها في طفولتها ويتمها وتعلقها بها . أما بالنسبة للشخصية الثانوية الثانية حمدان قرر الراوى أن تكون فاطمة هي من تتكلم عنه وعن ظروفه المشابهة لظروفها في الحياة . أما في آخر القصة فجعل الراوى فاطمة تجعلنا في حالة من الظن أنه جاء إليها ليتزوجها أو مجرد خيال وترك لنا مطلق الحرية لنقرر ذلك.
دل الفضاء الروائى : هو زمكانى نفسى فهو يتكلم عن زمن العرس الخاص بنوال ومكانه القرية ، وفي نفس الوقت يتكلم الراوى هو وفاطمة عن نفسية فاطمة وما يدور في داخلها من أحداث سواء كانت واقع أم خيال. المنظور السردي : هنا يعتمد على الفردية نوعاً ما فمعظم السرد من فاطمة وليس الراوى. الصياغة الأسلوبية : كانت الصياغة في القصة تدور في أسلوبين الأول سرد مشهدى يتكلم عن ما يدور من مشاهد فى القصة و سرد ذاتى تتكلم فيه فاطمة عن نفسها وما يدور فيها من مكنونات. والقصة يدور بها بعيدين الأول اجتماعى وذلك من معاناة فاطمة في الحياة التى لا تختلف عن كثير من النساء المصريات اللاتى يتحملن المسؤلية بدون أن يكن يردن ذلك فهو مجرد أمر واقع. والبعد الثانى هو البعد النفسى الذى تتكلم فيه فاطمة عن نفسها وما يدور فيها من أعاصير وحروب وخيالات . البنية الزمنية في القصة تسير في زمن متخلخل ففيه الفلاش باك وفيه الخيال والحلم والواقع المرير. سرعة الزمن في القصة عادية ليست سريعة أو بطيئة . الخاتمة في القصة واعدة ومتروكة لخيالنا.
بقلم : منى عز الدين نعيمو