وأخيرا كرة القدم تخرج من سيطرة ليونيل ميسى ورونالدو ، أعلنت مجلة فرانس فوتبول ليلة أمس لوكا مودريتش فائزا بالكرة الذهبية فى عامها الثانى بعد انفصال الجائزة عن الإتحاد الدولى لكرة القدم ، وأقيم حفل توزيع الجوائز فى العاصمة الفرنسية باريس وجاء فى ترتيب الأفضل الكرواتى لوكا مودريتش فى المركز الأول ، بينما حقق البرتغالى رونالدو المركز الثانى ، بينما الفرنسى أنطوان جريزمان حقق المركز الثالث ، والأرجنتينى ليونيل ميسى جاء خامسا ويليه المصرى الدولى محمد صلاح ، وبعد إعلان الكراوتى ملكا للذهب هذا العام بعدما حصد ليلة أمس البالون دور ومن قبل أفضل لاعب فى أوروبا وجائزة ” ذا بيست ” التى يمنحها الإتحاد الدولى لكرة القدم وأفضل لاعب فى بطولة كأس العالم التى أقيمت فى روسيا هذا العام , ليكون اللاعب الأول الذى يحصد كل هذه الجوائز فى عام واحد ، لم يعجب البعض ونال مورديتش كثير من السخرية والنقد لا يستحقه أبدا .
– شىء من الماضى نتذكره .
سنوات الضياع تكررت , شىء من الظلم كان يحدث فى كل مرة لأحد المرشحين , ٨ سنوات للخلف , اندريس انيستا وتشافى قدما كل شىء استثنائى مع البرسا والمنتخب الأسبانى , بداية من العام ٢٠٠٩ اذا حقق تشافى وانيستا البالون دور فى كل عام لأربع سنوات متتالية لم يكن أحد ليعترض , العام ٢٠١٠ بالتحديد كان عام الهولندى شنايدر بكل استحقاق , قاد فيه الهولندى منتخب بلاده لوصافة كأس العالم وتصدره قائمة هدافين البطولة تساويا مع الالمانى مولر ,اما على مستوى الاندية قاد الهولندى فريقه انتر ميلان لتحقيق الثلاثية حقق الدورى والكأس وبطولة اوروبا حينها , كان عام شنايدر ليس ذلك فضل أو منّة , كان عام شنايدر استحقاقا , وعند اعلان قائمة المرشحين للبالون دور ، شنايدر كان خارج التصنيف , وقتها انتقد تشافى عدم وجود شنايدر فى فئة الثلاثة الاوائل . حقق وقتها ميسى الجائزة فى عام خرج فيه من ربع نهائى كأس العالم ولم يحرز أهداف فى بطولة كأس العالم , لم يحقق وقتها الارجنتينى شىء باستثناء بطولة الدورى الأسبانى , شنايدر لم يكن يعلم انه مجرد البداية لمتناقضات عديدة .
٢٠١٣ أتذكر ذلك العام جيدا , وقت اختفت فيه الطيور وأبت الاجنحة التحليق كان بلال الطائر الوحيد الذى غرد خارج السرب , على المستوى الفردى كان استثنائى , نسخة هى الافضل للاعب فرنسى , ربما كانت اثباتا ان البطل هو من يقود , وقتها قاد فرانك ريبيرى فريقه بايرين ميونيخ لتحقيق كل شىء ” يأكل الاخضر واليابس ” قادر فرانك فريقه لتحقيق ثلاثية الدورى والكأس ودورى ابطال اوروبا , كان فرانك استثنائى , وفى وقت لم يحقق فيه رونالدو وميسى اى شىء لأن البايرين كان قد اجتاح اوروبا , تنافس ريبيرى فى قائمة تضم رونالدو وميسى على أفضل لاعب فى العالم , فى النهاية رونالدو فائزا بالبالون دور وكأن الأمر أشبه بتعويض عما فقدها البرتغالى العام السابق . ماذا بعد تحقيق الخماسية وتقديم النسخة الافضل من لاعب فرنسى فى اوروبا , ماذا بعد ليحقق فرانك البالون دور ! طالت التساؤلات ولا أحد يعلم ماذا كان يفعل وقتها فرانك ليفوز بالجائزة .
– ماذا فعل لوكا مودريتش ليصبح مادة للسخرية والانتقاد.
اختلاف المعايير , ايدى خفية تتحكم , لا أحد يعلم على أي أساس تمنح جائزة البالون دور , ولو كانت على أساس التصويت ,لماذا كل هذه الاصوات ! ولو سأل احدهم لوكا مودريتش على أي أساس فزت بكل هذه الجوائز لن يجيب , لكن على أي أساس تم منح رونالدو البالون دور عام ٢٠١٣ , وكيف سرقت الجائزة لصالح ميسى عام ٢٠١٠ على حساب شنايدر , وعلى أى اساس لم يمنح تشافى وانيستا كرة ذهبية خلال حقبة الأسبان التاريخية ؟
مرحلة النضج , ان تصل من الكمال اقصى مايمكن أن يصل له لاعب كرة قدم , عام ٢٠١٢ رونالدو كان استثنائى , قاد بلاده لنصف نهائى امم اوروبا قبل ان يغادر البطولة على حساب المنتخب الأسبانى الذى تفوق فى ركلات الترجيح , قاد فريقه للتتويج بالدورى الأسبانى على حساب غريمه برشلونة , على المستوى الفردى نسخة رونالدو فى عام ٢٠١٢ كانت الافضل على الاطلاق وفى النهاية ميسى فائزا بالبالون دور , مرحلة النضج ذاتها, العام ٢٠١٨ ليو ميسى قرر تجسيد مقولة ” برسا تعنى ميسى ” , غياب ميسى كان يعنى غياب البرسا . واذا تواجد ميسى , فميسى يسجل , ميسى يراوغ , ميسى يصنع , ميسى دائما هو المنقذ , حقق ميسى الدورى والكأس والسوبر الأسبانى فضلا عن تحقيقه لقب هداف الدوريات الخمسة الكبرى وفى النهاية لوكا فائزا بالبالون دور بل لوكا فائزا بكل الذهب ! لكن ماذنب مودريتش فكل هذا ؟
على المستوى الفردى لوكا مودريتش حقق واحدة من اسوء مواسمه فى ريال مدريد لكن فى النهاية لوكا بطلا لأبطال أوروبا ووصيفا لكأس العالم , مع منتخب بلاده كان مودريتش قائدا ,كان ذلك الفارس الذى قرر أن يكون فى بداية الصف وذهب ببلاده بعيدا وكان قريبا من معانقة الذهب العالمى وحينها لوكا حقق أفضل لاعب فى كأس العالم فى انجاز غير مسبوق لبلاده كرواتيا , القليل من السخرية , لا بدون سخرية اطلاقا وقليل من النقد , مودريتش لم يفتعل ذنب ولم يذهب لكل هؤلاء المسئولين عن هذه الجوائز ليطلبها , مودريتش على الرغم من كونه يستحق اما لا هو جانب مضىء لكرة القدم , وانها ليست حكرا على رونالدو وميسى , وأن مكانة مودريتش لا تقل أبدا عن مكانة ” انيستا وتشافى وجيرارد وبيرلو وجيجز ” وغيرهم أحبهم مشجعين كرة القدم بدون تلك الجوائز .