“وجهك”
وجهكِ ..هدنة سلام مع هذا العالم البائس.
وجهك.. ملامح وطن.
وجهك ..غصن زيتون أخضر
فى عالم انتهكت براءته الحروب
ولوثته الدماء.
وجهك ..قطعة موسيقية رقيقة تأخذنى من تحت ذراعي يزرعني غيمة حبلى بأمطار خير ونقاء .
وجهك.. ليلة عيد كل ما بها غناوى حب وحكايات سمر.
وجهك..سطر جميل في رواية كلما قرأته جهلت معناه فأعاود قرأته مرات ومرات دون ملل.
وجهك.. نسمة صباح نقية تشفي جروح روح وسقم جسد.
وجهك.. كلمة حب تجبر خاطرى كلما نظرت إليه. وجهك ..سلسبيل عذب من يرتوى برؤيته لا يصيبه ظمأ.
وجهك.. لوحة فنية جمعت خطوطها كل ألوان قوس قزح.
وجهك ..ميناء سلام تستقر عليه كل أسفاري التى ضلت طريقها فى زمن الضلال.
وجهك.. حبات توت وعناقيد ياسمين وزهر بنفسج
كلما رأيته شبع جوع روحي
وجهك..قصيدة عنوانها “وتينى. .أنت “
وجهك.. حبات قمح إذا ما جاع قلبى أطعمته منه .
وجهك ..عطر باريسي كل ما استنشقته تتعطر روحي.
وجهك.. براءة طفلة عقصت اسمك بجديلتها فصار إسمها معقود بأسمك.
وجهك.. صفحة بيضاء تعطينى دوما قلم لأكتب بها إليك تطمئن نفسي وتسكن.
وجهك..عناد صبى يمسك بحقه ولا يتنازل عنه وانت حقي.
وجهك..واحة خضراء لا يسكنها غيري وغيرك
وجهك ..فم وليد يتثاءب لا تمتلك أمامه
غير أن تذوب بفمه كقطة سكر.
وجهك.. رقصة عشق نتوحد بها وننصهر لأصبح
أنا أنت وتصبح أنت أنا.
وجهك.. لغتى وقلمي وقاموس ورئتي
وجهك ..كل أحبتي وأهلي وخلاني وعالمي
وجهك..عنوانى الذى بدونه أصبح شريدة.
وجهك..يمسح غبار اليأس عني ويقبل جبينى المرهق من ضربات شمس الحياة.
وجهك.. حكايات جدتى ودعوة أمي وحنان أبي.
سأخبرك شيء ..أستمع إلي فقط.
مذ أن رأيتك لم أنظر إليك نظرة امراة لرجل شرقي حتى النخاع.
بل نظرت إليك كأم عقيم رأت ملامح طفلها الذى رسمت له عشرات الصور
وهو ما يزال جنينا في أحشائها
إلى ان صار شاب يافع يضمها إلى صدره بحنان .
رأيتك ..بعين فتاة. . رحل أبيها إلى السماء وقد أخبروه فى صغرها أن أباها يشبهك
فوضعتك صورة بأحشائها تأتيها كلما نهشها الشوق لمن واراه التراب
رأيتك ..بعين صبية تحمر وجنتها خجلا اذا رأت من تحب
وحينما رأيتك أخبروني أن وجنتى قد اشتعلت حمرة فعلمت أننى أحببت طيفك قبل ان أراه.
رأيتك.. بقلب فتاة متمردة. . تبحث عمن يستطيع أن يمشط لها شعرها الغجري الثائر بغرور دائما.
رأيتك بعين عجوز أصابها الزهايمر ونسيت كل الوجوه إلا وجهك.
رأيتك.. كعابر سبيل ضل الطريق لوطنه واطمأن إليك كمن وجد بيته وأهله.
رأيتك ..فنجان قهوة في مقهى على أطراف بلدة بعيدة يحوى زائريه برفق ومحبة وكل الوجوه به لطيفة بها ود وبسمة.
اتعرف شىء ..دوما ما كنت أردد
ان زمن الفرسان رحل والخيول ماتت
لأنها لم تجد فرسان نبلاء يمسكون لجامها بذكاء.
وحينما رأيتك همست لنفسي حتما الخيول ستعود يوم
فما زال فى الزحام فرسان نبلاء
يبحثون عن خيول حرة أصيلة.
أحسست للمرة الأولى أن هناك الكثير الذى لم يأت بعد لأنه ينتظرك
فقوس قزح ينتظرك ليظهر.
البلابل تنتظرك لتصدح.
الأمطار تنتظرك لنرقص سويا تحت زخاتها
ونمسح بها ما علق بنا من انهزامات وخيبات
أظن انها لم تكن تلحق بنا إن كنا مع بعضنا
أضمك وتضمنى .. أستنشق أنفاسك. .وتقبل جبهتي.
علمت الآن فقط يا سيدى
لماذا لم أحب من قبلك؟
ببساطة يا سيدى
وجهك هو أكسجين دمي