مثلي مثلك!
صديقي دانيال دي لويس:
“هناك أمور قد تَهُبُّ على عقول الشباب، لكن ولفوبيا المجتمع لا يمتلكون الجرأة للحديث عنها أو سؤال الآخرين.
قد تقول أنَّ هناك الإنترنت الذي يجعلك في غنى عن ذلك الإحراج، سأجيب أنا: أحيانا نحتاج أن نفكر مع أنفسنا بصوت مرتفع وأحيانا أخرى نريد أن ننصت لآراء مختلفة، لكن تكمن المشكلة في أن هناك مواضيع غير قابلة للنقاش،
نكبر وننضج ونتزوج وتظل لدينا رهبة توجيه السؤال، و يرث أبناؤنا ذاك الجين: جين الخوف.
الخوف من ماذا؟!
لا يوجد شيء واضح نستطيع أن نشير إليه ونقول أنَّ فلاناً خائفٌ منه، هو فقط الخوف للخوف!
ذلك الشعور الذي يتحكم بك تجاه أمر تخشى ما سيحدث لك بعده.
ومن الأمور التي نخشى أن نفكر بها المثليين!
أولاً وقبل أن أتوجه بسؤالي إليك: أظن أن كلمة “مثليين” تم ترويجها للحد من بشاعة أفكار هؤلاء؛ لأنهم شواذ، وأقصد هنا أنَّ كل فرد فيهم شاذٌّ عن الفطرة والطبيعة، بدليل أن الأغلبية يشعرون بالتقزز تجاههم وعند رؤيتهم.
ثانيا: هناك من يقول أن الله قد خلق بعض الحيوانات، والتي تجد فيها أن أنثى من حيوان كذا تشتهي مثليتها، وذكر يجاهد حتى يروض مثله.
فرد أرباب العلم أن الحيوان أقل تطوراً من الإنسان؛ لذا فمن المنطقى وجود مثل هذه التصرفات، فإذا فعلها الإنسان فهو ينحط إلى مرتبة أدني.
ثالثاً: المثلية ليست جيناً قد نرثه أو يخلق لنا، إنما هي ميل نفسي ناتج عن تفكير غير سويّ.
أعود هنا لموضوعنا: لماذا تخشى المجتمعات العربية الحديثَ في مثل هذه الأمور؟
لماذا لا تحدث حملة توعية منذ سن البلوغ؟
مثل هذه المواضيع لن تندثر بردمها أو تمويعها أو عدم إلقاء الضوء عليها أو تجريم صاحبها عقوبات قانونية كالسجن.
مثل هذه الأمور تحتاج إلى توعية.
إن الأشخاص الذين يعانون من المثلية لا تكون حياتهم هادئة أو آمنة أبدا، بل إنهم يعانون من هموم واكتئاب، ولمدى سوء هذا الأمر وعواقبه الوخيمة على الفرد ومجتمعه فإن قمع تلك الظاهرة ومحاولة معالجتها والقضاء عليها هو أمر يشغل كل المجتمعات السوية؛ حيث أن انتشار هذه المثلية يعتبر ناقوسَ خطرٍ كبيرٍ جداً يخالف الطبيعة؛ حيث أن انتشار تلك الظاهرة بين الأفراد، واعتيادهم على هذا الوضع الشاذ وكرههم للوضع الطبيعي أمر يكون من عواقبه إنتاج أجيال جديدة لا تؤمن بدناءة هذا السلوك”.