أغلال حكام تحت مسمى البيروقراطية يقولون لضرب المثل عن الشبه في الخَلق والخُلق “شِنْشِنةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمَ” هذا حقًا ما نراه في حكوماتنا وحكامنا، لا فرق على الإطلاق، فقط تداول في الأسماء كل عدة حقب زمنية، حتى أن المكاتب والكراسي تتململ أسفل منهم وهم لا يبالون. يتحكمون في الشعوب، ويتسترون تحت مسمى البيروقراطية التي لم تنشأ في الأساس إلا لمساعدة الشعوب في التطور والتقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حد سواء، فالبيروقراطية مندوحة كمصطلح هي ذلك التنظيم الذي يسير وفق قواعد و إجراءات محددة، يلتزم بها الموظفون أثناء أدائهم للمهام المخصصة لهم بحيث إن التطبيق الصارم لهذه القوانين، يولد الروتين و الجمود في التنظيم، كما يتميز هذا الأخير بالرسمية كون اللوائح المعتمدة في العمل، بالإضافة إلى طرق الاتصال فيه تكون ذات طابع رسمي، أن يتم التعامل بين المستويات الإدارية المختلفة من جهة، و بين الموظفين و الجمهور من جهة ثانية، وفق هذا النمط من الاتصال. وعلى هذا نجد أن البيروقراطية تجوس خلال اقتصاديات الدول وسياساتها، حيث تعبر السياسة الاقتصادية عادةً عن التوجه العام للدولة في المجال الاقتصادي، فهي تتضمن كافة الوسائل و الأهداف التي تسعى إليها الدولة في هذا المجال، لكنها مع ذلك تقع تحث تأثير البيروقراطية باعتبارها نمطًا من أنماط التسيير الإداري، و موضوعًا من موضوعات علم الإدارة، وتستمد للبيروقراطية جذورها التاريخية من الحضارة المصرية القديمة (الفراعنة)، و قد اقترن مفهوم البيروقراطية بالجهاز الإداري لأول مرة بواسطة “كارل ماركس” ولم يستعمل هذا المفهوم بشكل واسع إلا مع الباحث الألماني “ماكس فيبر” بشكل إيجابي من خلال نموذجه المثالي للبيروقراطية. إن كلمة البيروقراطية من الناحية اللفظية تعبير لاتيني مشتق من كلمتين، bureau وتعني المكتب، و cracy و تعني القوة أو السلطة أو الحكم، و يقصد بذلك أن البيروقراطية تعني تسيير إدارات و مصالح الدولة عن طريق المكاتب، و تعدد تعاريف البيروقراطية يؤدي إلى نوع من الخلط في التفسير، إلا أن اغلب المعاني المباشرة التي يستخدم فيها اصطلاح البيروقراطية تشير إلى جهاز من الموظفين أو إلى النشاط الذي يباشره الموظفون العموميون لكي تعكس نظاما إداريًا محددًا، وموجهًا بطريقة عمل المكاتب، أو تشير إلى معنى ضيق عندما تتضمن الطرق التي يستخدمها الموظفون والتي تعتمد على العمل الروتيني . ويمكن التمييز في البيروقراطية بين معنيين: الأول ايجابي و هو الطرح المثالي “الفيبري”، و الثاني يتمثل في كونها حالة من حالات الفساد الإداري. نجد أن البيروقراطية اتخذت مفهومًا أشمل وأوضح، ومازالت مصقولة في بعض الدول التي لا تدعم الحكم المركزي، أما الحكام وأصحاب الكراسي في البلاد التي تقوم في الأساس على الحاكم الشمولي الذي تتركز في يده كل السلطات جعلوها نضيدة لأطماعهم وتحجرهم الفكري. إن البيروقراطية مصطلح يحمل في طياته النور والديجور لكن مطبقيه هم من يجعلوه إما هذا أو ذاك، وهم من يطلقون سخيمة قلوبهم ويألتون الجمهور، فتجد كل جعسوس من هؤلاء يشفن للجمهور من خلف مكتبه ويطلب طلبات معجزة قد توجب المواطن المجئ والذهاب لذلك الكردوم ولأترابه عدة مرات كي يحصل على إمضاء أو ختم النسر، وكلما أهنف المواطن كلما أعجزوه، فتجد أن صوت هذا الكائن خلف مكتبة كهزيم الرعد في وجه المسكين الذي يسعى جاهدًا لاستخلاص ورقةٍ ما من بين براثن بيروقراطية الحكم القميئة التي حولنا كل إيجابياتها لقيود مُحكمة تصب في مصلحة الحاكم ومن يواليه فقط.
#سومية_نبيل
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
الجمعة, أبريل 26, 2024
آخر الاخبار
- سلة زعيم الثغر تواجه الزمالك في قبل نهائي كأس مصر يوم 30 إبريل الجارى
- مجلس الصيد يكرم فريق مواليد ٢٠٠٩ لكرة القدم
- مصيلحى ينظم رحلة للجماهير لاستاد البرج
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الإسماعيلى بإستاد برج العرب
- سموحة جاهز لمواجهة بلدية المحلة الهداف احمد على امين يبحث عن فرصة للمشاركة
- اطلاق اسم السباح نبيل الشاذلي علي مجمع حمامات السباحة بالنادى الاوليمبى
- فيوتشر يتخطى فاركو بهدفين ويصعد للمركز الثامن
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١
التالي احمى طفلك من حساسية الصدر