سئل الدكتور مجدي يعقوب في احد اللقاءات “ايه اللي بيوجع القلب يا دكتور ؟” فأجاب بتلقائية سريعة جدا ” الحزن ” ثم أضاف “الحزن بيكسر القلب و يضعف اجزاء فيه و الحاجة المخيفة ان و هي عضلة القلب ضعيفة جدا ممكن تحصل مضاعفات للإنسان و يموت !!”
يالها من كلمات علمية ،دقيقة ، مخيفة و صادمة ! فمن منا لم يرهق قلبه حزنآ من أشياء قد تكون اقل من التافهة كثيرا” ؟! وكثيرا منا سمح للحزن و الغم ان يقتحما قلبه بسبب كلمة غير مسؤلة أو رأي لا قيمة له من أشخاص -واقعيا- لا قيمة لهم ، و لكنهم يدورون حولنا كأطياف الأشباح المخيفة الضالة ، من منا لم يقم بفعل أشياء و هو مضغوط نفسيا متألم غير راضي النفس -فقط -ليرضى من حوله غير مبال,, بإرضاء نفسه ، للأسف كلنا فعلنا -و لازلنا نفعل -؛لأننا غير مدركين حقيقة واقعية فعلية ؛و هي أن إرضاء من حولنا ليس هو هدفنا الحقيقي الذي نحيا من أجله ، فكسب محبة الناس جميعا غاية لاتدرك ،فليس من المنطق ان نضيع سنوات عمرنا و نحن نلهث وراء سراب (الكمالية ) الذي لا يسمن و لا يغني من جوع خاصة إن كنت تسعى خلفها فقط من أجل أن تحصل على شهادة الرضا ممن حولك ،و ليس لأن في ذلك راحتك أنت النفسية و رضاك و سعادتك ،فكلما تملكتك تلك الرغبة في الكمال وجدت نفسك أقل كثيرا” من النموذج المثالي الذي يرضى من حولك و ستظل هكذا ، وحينها ستجد نفسك و قد أصبحت أسيرا” للعالم الخارجي مسيرا” في تنفيذ كل ما يرضيه ، مستعبد الفكر و الفعل و المشاعر و القرارات ، تحيا كآلة تنفذ ما يرضي الجميع الإ أنت . و لا أعني بكلماتي هذه أن تنعزل بداخل إطار بعيدا عن باقي البشر و إنما ما أقصد هو المحافظة على منطقة ذاتك لنفسك فقط ، فهي منطقة مدللة نقية من حقها ان تحظى بالسعادة و ان تحافظ عليها من اَي حزن ، غير مسموح لأي احد ان يعكر صفوها مهما كانت درجة قربه منك فلا شيء أغلى عليك من ذاتك -و تلك حقيقة مؤكده – لتحرص على سعادتها . استقبل فقط ما يسعدها و تجاهل كل ما يحزنها أو يؤثر سلبيا عليها ،و انتقي لنفسك أجود أنواع البشر لتتواجد بجوارها فالنفس غالية و تستحق ان يقترب منها فقط كل ثمين . تعلم كيف تحب ذاتك و كن مدركا ان حب الذات يختلف كليه عن الأنانية و ذلك حسب تصنيفات و دراسات علماء النفس فلا تخجل من حبك لذاتك و إن كنت لازلت تجهل كيفية حب الذات فاعلم انه ليس بالأمر الصعب ،و لكنه يحتاج فقط للتدريب ،كأن تعتاد أن تكافئ نفسك بأي شيء تحبه حتى و إن كانت كلمة طيبة يوميا، او مكافأة عينية أسبوعيا، أو الذهاب لمكان تحبه ،أو التنزه مع شخص تحبه أو ممارسة لعبة تحبها او اشياء مثلها و ستندهش بعدها من كم الشعور بالرضا و السعادة ، تعلم أن تدلل نفسك و لا تقسو عليها حتى و إن أخطأت ، فجميعنا بشر و جميعنا خطاؤون ،و كن متأكدا أن كل من حولك هم مثلك ؛لكل منهم تجربة سيئة في حياته ،فليس بيننا الشخص المثالي المعصوم من الأخطاء ،و لكن يمكن ان يكون بيننا الشخص الواعي القادر على جعل تلك التجارب السيئة دافعا للأمام و درسا لعدم تكرار نفس الأخطاء. أقبل ذاتك حتى تتمكن من إقامة علاقات صحية و سليمة مع غيرك دون تكبد معاناة التزيف و التمثيل للحصول على رضا الغير ، فإن لم تتقبل أنت ذاتك -أولا -لن يتقبلك الغير ، أعلم أن حب الذات و تقبلها و الغفران لها ليست بالعملية البسيطة و لكنها تستحق العناء ، فحبك لذاتك و احترامك لها و حرصك على إسعادها هو القوة العظمى التى ستمكنك من الإبحار في الحياة بسلاسة و العيش بطريقة إيجابية صحية سليمة
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
السبت, أبريل 27, 2024
آخر الاخبار
- سلة زعيم الثغر تواجه الزمالك في قبل نهائي كأس مصر يوم 30 إبريل الجارى
- مجلس الصيد يكرم فريق مواليد ٢٠٠٩ لكرة القدم
- مصيلحى ينظم رحلة للجماهير لاستاد البرج
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الإسماعيلى بإستاد برج العرب
- سموحة جاهز لمواجهة بلدية المحلة الهداف احمد على امين يبحث عن فرصة للمشاركة
- اطلاق اسم السباح نبيل الشاذلي علي مجمع حمامات السباحة بالنادى الاوليمبى
- فيوتشر يتخطى فاركو بهدفين ويصعد للمركز الثامن
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١
التالي فوائد البقدونس