فى خضم الاحداث التى تتلاحق فى حياة اى شخص ايا كان سواء اكانت سياسية او اجتماعية او رياضية او حتى عاطفية تتلاحق الانفاس وتتابع المسافات حتى يتوق الانسان الى محطة زمنية بين المسافات يوقف فيها اللهث المضنى الذى يعانى منه وتكون فرصة لالتقاط الانفاس وحتى يواصل ويتواصل مع من حوله ….فى تلك المحطة التى نحتاجها جميعا تتوقف لتتأمل فترى نفسك مصاب بخيبة من الامل فى كل الاحداث التى تدور حولك فتشعر ان الالم تبلد وسكن والامل قد تبدد واوشك على الزوال الا مارحم ربى ….فعندما تذهب الى المحاكم وتضطر ان تجوب جنباتها واروقتها فلا ترى الا وجوه عابسة فهى ترجو عدلا وانصافا وقد لاتجده وقد تجده وان وجدته فقد يكون مرت احداث جسام زادت الضرر اضعافا مضاعفة ولايكون امامك الا ان تقضى باقى حياتك فى النضال فى الانزعة القضائية وليس عجيبا ان نرى اشخاصا يناضلون عشر سنوات متصلة او يزيد مثلا يريدون الانصاف من ظالم قد ظلمهم واستبد بهم حتى ظن انه لن يقدر عليه احد وقد يكون امامك ان تقطع طريق النضال وتكتفى بقدر ضئيل وتركن الى جانب بسيط فى احد الاركان مكتفيا بالحسبنة على من ظلمك وفى انتظار العقاب الالهى بمن ظلمك فقاضى السماء على موعد دائما مع العدالة وقد يستسيغ هذا الامر اذا قلنا ان المحاكم هى قضايا ومشاكل وطبيعى ان نرى فيها تلك النفوس البائسة اليائسة ولكن اذا ما استقريت على ان تمشى قليلا فى شوارع مدينتك او اى مدينة اخرى فغالبا سترى نفس الوجوه العابسة شيه اليائسة والتى نال منها الدهر ماناله حتى انه لينال منك الفضول تريد ان تستوقف الناس سائلا اياهم اين ابتسامتك ولماذا غابت ومتى تعود …..وعندما تتجول فى الشارع الرياضى لاترى الامر افضل بل اصعب وسيىء فنحن فى مجتمع رياضى يجعل التعصب عنوانا بارزا حتى ان الدولة بكامل الياتها وقوتها وعمقها لاتريد للجماهير ان تعود بسبب نعرة التعصب العمياء التى من الممكن ان تؤدى الى نتائج سيئة يتعذر تداركها ويتساءل المرء من المسئول عن تلك العصبية وهل مجالس ادارات الاندية تقوم بادوارها الحقيقية المنوط بها من الجمعية العمومية واين هى الجمعية العموميه هل تراقب مجالس ادارتها المراقبة الحقيقية الفعالة ام تكتفى بالمشاهدة والتيمم بالمقولة الشهيرة لسعد باشا زغلول اثناء مرضه ويتساءل المرء ايضا هل رضيت الجمعيات العموميه بقوة النفوذ والسلطة ان تتحكم فيها فتعصف الاخيرة باى صوت يجترأ عليها سواء بالفصل من العضوية او بالايقاف المؤقت والحرمان من حقوق العضوية او تقرب تلك السلطه اليها من هم اهل الحظوة والذين يتغنون بهم وبافعالهم ويغضون النظر عن سلبياتهم فما فائدة ان تبنى قصرا جميلا مشيدا ولكن خزينتك خاوية ومدينة بمئات الملايين ..هل هناك فائدة من ان تقوم بالتسكين بدلا من العلاج البتار ….ازمة الادارة فى مصرنا الحبيبة هى وجود هؤلاء الذين يجيدون التسكين للامور ويبتعدون عن العلاج الحسام فى الجسام من الامور …..فى الحقيقة لا اريد ان تكون الصورة عتماء مظلمة فلايوجد فى نواحى الحياة ظلام كامل فالامر متعلق بالصراع الابدى بين الحق والباطل والحق واحدا ليس له الا وجها واحدا اما الباطل فللاسف له عدة اوجه وعدة مظاهر ولكن دعونا نلتحف بالتفاؤل بان الحق انتصاره اكيد وانتظاره مؤكد لن يطول حتى وان كنا فى لحظات تبلد فيها الالم وتبدد الامل …
تحياتى …طارق عرفة المحامى بالنقض