من الغريب و المريب أن تتعالى الآن أبواق الإعلام وأقلام البعض ومنصات ترمي بعض سهامها المسمومه كبلونه اختبار للشعب المصري، وتتحدث عن طرق وأساليب وآليات للمصالحة مع الجماعة الإرهابية واعوانهم في الداخل والخارج، وتحاول أن تأسس لمفهوم جديد بأنهم ليسوا جميعهم جماعه ارهابيه ولكنهم يوجد بينهم المتعاطفين والمحبين والمؤيدين والمتشددين والمنتمين تنظيميا.
والغريب في الأمر أن يتولي تسويق تلك الفكرة بعض قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المعروفين خارجيا، وبعض الداعمين داخليا وبعض الشخصيات العامة التي ترى في نفسها انها قادرة علي تحليل المشكله وإيجاد الحلول المناسبة لها وكأن معهم توكيل ادارة من الشعب المصري.
ومن هنا نود أن نذكر حقائق يعلمها القاصي والداني بأن الحديث الان عن قرار ملف المصالحة كما يروجون له لا يملكه حتي رئيس الدوله المصريه وقيادتها.
فهو قرار الشعب المصري العظيم الذي تعرض للإرهاب والانتقام والاغتيالات وسالت دماء الأبرياء في كل شبر من أرض الوطن لتروي الأرض العطشانة للحرية والخلاص من هيمنة وحكم الجماعه ومندوبها بالقصر الرئاسي بالاتحاديه.
بعد حكم سنه كبيسه في تاريخ الوطن ومحاولات اختراق الجهاز الإداري للدولة والعديد من المؤسسات الحكومية بتعين أعضاء التنظيم الدولي للإخوان فيما عرف بملف أخونه الدوله المصريه.
ولعل ثورة الشعب المصري عليهم وانتصاره بالضربه القاضيه في الثلاثين من يونيو كانت هي طوق النجاة من إنهيار الدوله المصريه وبناء جدار صلب عالي جدا يصعب علي أمثال هؤلاء الخونه اختراقه مجددا.
ولذلك نحذر من تكتيك وفاعلية سلاحهم وحديثهم عن المصالحة وما هو إلا خطوة للخلف لمعاوده الهجوم عندما تحين الفرصة لهم وأتباعهم.
وكما بني الشعب المصري العظيم جدار صلب يحيط بالأمه المصريه. فدماء الشهداء والابرياء من ابناء الوطن أصبحت أيضا جدار صلب عالي جدا مكتوب عليه، لا تصالح مع الإرهاب فهو لا دين له ولا وطن.
ونقول لمن يسوق لهم ولأفكارهم ونذكرهم بأيات الذكر الحكيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ” صدق الله العظيم
ولعل الأولي بالمصالحه الوطنية الحقيقيه هو الشعب المصري المهموم والمهتم بالوطن.
ونحن نعي ونعلم كم التضحيات والتحديات التي تواجه صاحب القرار، ولكن رفقاً بنا، فإن فاتورة الإصلاح الاقتصادي لا نقوى على دفع تكلفتها الباهظة في ظل الارتفاع الرهيب لكل شئ، وانخفاض قيمة الجنيه بفعل تعويمه وتحرير سعر الصرف، وغياب الرقابة على السلع وأصبحنا بسوق للعرض والطلب .. والبقاء للأغني أو الأقوى.
وهل هناك مانع للدولة المصرية، من أن (تحنو) على الشعب المصري، وتأتي بقرارات تصب في مصالحة الشعب المصري؟! .. بعد أن مللنا من جملة تصب في مصلحته، ولعلها قد امتلأت .. وهم واهمون .. وجاء الصب بالخارج!!