اعبث فى سأم بقنوات التلفاز واذ بى اقف عند برنامج المصرى افندى للاعلامى محمد خير وهو يناقش جريمة الرحاب البشعة والتى يقال ان الاب قام باطلاق النار على اسرته كلها ثم انتحر ؛ القضية كما هو واضح من الدقائق الاخيرة لهذه الفقرة كانت مدخل لمناقشة مشكلة مجتمع مصرى اساسية اطلت علينا فى العقود الاخيرة ….تحولنا لمجتمعات استهلاكية …. يتسائل خير ؛ ما الذى ادى بنا الى هذه الحالة ؟
الصدفة العجيبة اننى كنت أشاهد قبلها فيلم للفاتنة ديمى مور يناقش هذه الفكرة من خلال احداث الفيلم التى تدور حول عائلةجونز النموذجية المكونة من الاب والام وابن وابنه ؛ نموذج لامع للعائلات الاب والام على درجة كبيرة من الوسامة والثراء والابناء لهم المستوى الاستهلاكى الخاص بهم ، ومع احداث الفيلم تكتشف ان هذه العائلة المحترمة اللامعة ما هم الا مروجي سلع تابعين لاحدى الوكالات الدعائية ؛وترويج السلع والمنتجات والماركات ما هو الا عملهم ومصدر دخلهم المعتمد على تحفيز من هم حولهم من افراد لشراء هذه السلع والمنتجات .
على الأقل هم يتقاضوا اجر مقابل ذلك ؛ولكننا اليوم كأفراد فى واقع مجتمعنا الاستهلاكى نروج للسلع بدون الحصول على الاجر .
المضحك والمدعى للسخرية اننا من يُستنزف مقابل هذه الماركات … نحن نتسابق ونتباهى بالماركة هذه او تلك ، كأن من يرتدى هذه الماركة اصبح من صفوة المجتمع بل الادهي انه من صفوة المجتمع بالفعل
نعود لتساؤل خير عن الاسباب التى حولت المجتمع الى النزعة الاستهلاكية الفجة
وبعيداً عن تفنيد الاسباب وتحليل ما افرزه الحراك الاجتماعى الذى طرأ على المجتمع ،نجد اصابع الاتهام كلها تشير من وجهة نظرى الى السيناريو محكم الاركان الذى نواجهه منذ عقود مضت بداية مما حدث من السعى لغلق المصانع التى كانت مصانع انتاج فعلى وبخطوة وراء اخرى وتحولنا لمصانع انتاج البنبون والحلوى ثم خصخصة تلك المصانع وخطواتنا الى ان اصبحنا نستورد فانوس رمضان وحتى الحلبة الحصى .
ايضاً الفكر الوهابى المتغلغل منذ الثمانينات تقريباً والذى جعل من استمتاع الاسرة بالتجمع والخروج معاً بعد ان كان سابقاً فى الحدائق والمتنزهات ؛ اصبحت ثقافة المولات والتسوق هى الترفيه الاوحد للعائلة !!!
أسباب وأسباب و أسباب ،ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بسخرية …. ماذا بعد الاستهلاك ؟!!
7 مايو 2018